بكين - أ ف ب - أمرت الصين اليوم الأحد باجراء دراسة "عاجلة" لسلامة القطارات غداة مقتل 35 شخصاً بينهم اجنبيان، في اصطدام بين قطارين أدى أيضاً الى اصابة 210 أشخاص آخرين بجروح. ووقع الحادث حوالى الساعة 20,50 (12,50 ت غ) من السبت عندما اصطدم قطار بقطار سريع متوقف على السكة على جسر في شرق الصين، ما أدى الى سقوط أربع من عربات القطار عن الجسر. وكان القطار السريع متوقفاً فوق الجسر بسبب انقطاع التيار الكهربائي نتيجة صاعقة في مقاطعة جيجيانغ الشرقية. واصطدم به قطار ثان حسب الوكالة التي أوضحت أن 210 ركاب اصيبوا بجروح ايضاً. ووقع الحادث في مدينة ونجو في مقاطعة جيجيانغ الشرقية. وقالت وكالة انباء الصين الجديدة إن القطار السريع المتوقف أصيب بصاعقة مباشرة، بينما قالت وسائل اعلام اخرى ان الصاعقة ضربت السكة وليس القطار. وتتسع كل عربة لمئة راكب، وفقاً للوكالة التي أوضحت أن وزير النقل شينغ غوانغزو أمر باجراء "تحقيق عميق" في اسباب الحادث الذي يعد الاسوأ منذ تشغيل رحلات القطار السريع للركاب في 2007. والحادث الذي وقع بعد اقل من شهر على تدشين خطوط جديدة للقطار السريع بين بكين وشنغهاي (1300 كلم)، يطرح مرة أخرى بحسب وسائل الاعلام، مسألة سلامة شبكة القطار السريع في الصين. ويفترض ان يثير الحادث تساؤلات حول سلامة شبكة القطارات السريعة في الصين التي تعد واحدة من الشبكات الكبرى في العالم. فبعد ساعات على وقوعه، اعلنت وكالة انباء الصين الجديدة ان الحكومة اطلقت "تحقيقاً شاملاً" حول سلامة سكك الحديد التي تشكل مصدر قلق حتى قبل حادث السبت. وتشهد خطوط القطارات السريعة ازدهاراً في الصين ويتوقع ان يزداد طولها من 8358 كلم هذه السنة الى 13 ألف كلم في 2012 و16 ألف كلم في 2020. ووظفت الصين مبالغ كبيرة لبناء هذه الشبكة. وافتتح خط جديد بلغت كلفته 33 بليون دولار ويربط بين بكين وشنغهاي في 30 حزيران (يونيو)، قبل عام من الموعد المحدد لانتهائه وقبل يوم واحد من الاحتفالات بالذكرى التسعين لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني. واختصر الخط الجديد مدة الرحلة بين المدينتين، الى النصف لكن رحلاته واجهت تأخيراً بسبب انقطاع التيار الكهربائي ما أثار انتقادات شديدة وانخفاض بيع بطاقاته. وقالت وكالة انباء الصين الجديدة ان بين القتلى اثنين من الاجانب، بينما ذكر سكان محليون ان الحادث وقع خلال عاصفة. وقال رجل في الرابعة والخمسين من العمر طلب عدم كشف هويته: "توجهت الى مكان الحادث في أسرع وقت ورأيت كثيراً من الجرحى. غطت الدماء رجلاً وامرأة ولا أعرف ما اذا كانا ما زالا على قيد الحياة". وعلقت بعض رحلات القطارات السريعة بسبب الحادث. لكن مراسلاً لوكالة "فرانس برس" قال إن العمال في مكان الحادث قاموا بنزع العربات من السكة وباصلاح اسلاك الكهرباء بسرعة. وتحدث ركاب في القطارين اللذين كانا يقلان معاً حوالى 1400 شخص، عن صدمة عنيفة. وقالوا إن عدداً كبيراً من الناجين عالقون في الحطام. وقال أحد الركاب للوكالة ان "القطار كان يفترض ان يتوقف لدقيقة لكنه بقي 25 دقيقة". وأضاف "بعدما تحرك سمعنا صوت اصطدام وشعرنا بما يشبه الزلزال". واكد ناج في الاربعين من العمر طلب عدم الكشف عن هويته، انه بقي عالقاً في إحدى العربات مع 60 راكباً آخرين بعد الحادث. وقال "بقينا عالقين في العربة اكثر من ساعة قبل ان يكسر خمسة منا النافذة ونخرج منها". واضاف ان الخمسة انتشلوا راكبين آخرين لكن احدهما توفي بعد ذلك. ويعتمد ملايين الصينيين على سكك الحديد في الصين واي مشكلة تثير اهتماماً كبيراً في بلد ما زالت فيه الرحلات الجوية تكلف أكثر من قدرة الجزء الاكبر من الشعب على رغم طفرة اقتصادية مستمرة منذ ثلاثة عقود. واثارت كلفة الشبكة الجديدة مخاوف من فساد. وقالت هيئة مراقبة الدولة ان شركات البناء وافرادا قاموا باختلاس 187 مليون يوان (29 مليون دولار) من اموال مشروع خط بكين شنغهاي. وحادث السبت هو الاسوأ منذ نيسان (ابريل) 2008 عندما قتل 72 شخصاً وجرح 400 آخرون في خروج قطار عن سكته واصطدام بقطار آخر في مقاطعة شاندونغ.