تعد قوى المعارضة السودانية لتوقيع وثيقة برنامج «كيف يحكم السودان؟»، السبت المقبل، فيما أقرت الخرطوم بوجود ملل في أوساط الرأي العام بسبب الاتفاقات المتكررة التي وقعتها الحكومة مع بعض الحركات المسلحة في دارفور، وقالت إن زعيم «حركة العدل والمساواة» خليل إبراهيم في قبضة الاستخبارات الليبية. وقال القيادي في الحزب الشيوعي صديق يوسف إن قيادات الأحزاب المعارضة ستلتقي السبت المقبل للإعلان عن برنامج يحدد «كيف يحكم السودان؟». ودعا حزب المؤتمر الوطني الحاكم إلى المشاركة في النقاشات في شأن مستقبل السودان. في غضون ذلك، أكد القيادي في الحزب الاتحادي الديموقراطي علي السيد وجود خلافات بين أحزاب المعارضة في شأن تغيير نظام الحكم، لكنه شدد على اتفاقها جميعها على أن حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير يجب أن يذهب لأنه لا يريد إشراك أحد معه في السلطة. وفي السياق ذاته، قال الأمين العام ل «الحركة الشعبية لتحرير السودان» في شمال البلاد ياسر عرمان إن حركته ستدفع خلال شهر من الآن بموقفها النهائي من إسقاط النظام أو التغيير عبر برنامج وطني متفق عليه بين القوى السياسية. وكشف عرمان، في بيان أمس، عن اجتماع ضم رئيس الحركة في الشمال مالك عقار وشخصه وعبدالعزيز الحلو الذي يقود تمرداً في ولاية جنوب كردفان المتاخمة للجنوب منذ حزيران (يونيو) الماضي ناقش استراتيجية تعدها «الحركة الشعبية» في شأن التعامل مع نظام البشير عبر إسقاط النظام أو تغييره عبر برنامج وطني متفق عليه بين القوى السياسية. إلى ذلك، أقر رئيس الوفد الحكومي إلى مفاوضات سلام دارفور أمين حسن عمر بوجود ملل في أوساط الرأي العام السوداني بسبب الاتفاقات المتكررة التي وقعتها حكومته مع الحركات المسلحة. إلا أنه دافع عن الخطوة، مؤكداً أن الاتفاقات تخاطب المنطق وليس المشاعر. وقلل عمر من الوجود العسكري لمتمردي «حركة العدل والمساواة»، وقال إن زعيمها خليل إبراهيم الموجود في طرابلس «في قبضة الاستخبارات الليبية» التي لن تسمح له إلا بالخروج إلى الدوحة التي يرفض التوجه إليها. ونفى مسؤول شؤون الرئاسة في «حركة العدل والمساواة» منصور أرباب أسر قائد حركته في إقليم كردفان، وقال إن ثلاثة من عناصرهم وقعوا أسرى في أيدي الجيش السوداني في ولاية جنوب كردفان وتعرضوا إلى عمليات تعذيب في منطقة السرف قرب كادوقلي، عاصمة الولاية، قبل ترحيلهم إلى الخرطوم. وكان الجيش السوداني أعلن الخميس الماضي أسره قائد قوات «حركة العدل والمساواة» في جنوب كردفان التوم توتو، وذلك بعد يومين من نفيه مشاركة متمردي الحركة في هجوم نفذته «الحركة الشعبية» ضده في منطقة التيس قرب كادوقلي وقال انه سيقدم إلى محاكمة. من جهة أخرى، قال جيش دولة جنوب السودان المولودة حديثاً إن قائد إحدى الميليشيات قُتل أول من أمس في ولاية الوحدة الغنية بالنفط. وقال الناطق باسم جيش جنوب السودان فيليب اغوير في بيان إن قلواك قاي قُتل على أيدي نائبه في ولاية الوحدة بعدما وافق في وقت سابق على هدنة مع الحكومة. وأضاف: «قلواك قاي قتله نائبه. إنه انقسام داخلي. وقّع اتفاق سلام مع الجيش الشعبي لتحرير السودان ثم تراجع عنه». وذكر اغوير أن قاي غيّر رأيه في شأن الاندماج مع «الجيش الشعبي لتحرير السودان» بعدما وافق على ذلك في الأسبوع الماضي ووقع تبادل لإطلاق النار بعد خلاف مع ضباطه. غير أن فصائل متمردة أخرى اتهمت الجيش الجنوبي بقتل قاي واعتبرت توقيعه اتفاقاً مع الجيش الجنوبي كان استدراجاً لقتله في مكمن.