يخوض المنتخب المصري «بطل أفريقيا» اليوم (الخميس) اختباراً صعباً أمام نظيره الإيطالي «بطل العالم» في المرحلة الثانية من لقاءات المجموعة الثانية في كأس العالم للقارات في كرة القدم المقامة في جنوب أفريقيا المستمرة حتى 28 من الشهر الجاري، ويسعى «الفراعنة»إلى التأكيد أن تألقهم أمام «حامل اللقب» البرازيل وخسارتهم بصعوبة 3-4 لم يكن ضربة حظ، فيما يريد «أبطال العالم» تحقيق الفوز الثاني بعد تخطيهم عقبة الولاياتالمتحدة 3-1 لحسم التأهل للدور نصف النهائي من دون الانتظار لنتيجة مباراتهم الأخيرة في المجموعة أمام البرازيل والتي ستحدد المتصدر. وفي مباراة ثانية لاتقل أهمية تلتقي البرازيل مع أميركا، إذ يسعى المنتخب البرازيلي لتحسين صورته المهزوزة التي ظهر بها أمام مصر عندما يلتقى نظيره الأميركي، ولا بديل للبرازيل عن الفوز لتأكيد حجز إحدى بطاقتي التأهل عن المجموعة، وكان المدير الفني للمنتخب البرازيلي كارلوس دونغا وغالبية النجوم البرازيليين أرجعوا هبوط مستوى منتخب بلادهم أمام مصر، إلى الإجهاد بعد خوض مباراة باراغواي الأربعاء الماضي في تصفيات كأس العالم، إذ قال دونغا: «خضنا مباراتين قاسيتين أمام أوروغواي وبارغواي في السادس والعاشر من الشهر الجاري، ثم واجهنا رحلة طويلة وفارقاً في التوقيت، ولم نحصل على الوقت الكافي للراحة». وتابع: «استغرقت الرحلة 23 ساعة كاملة، فيما كان الوضع الطبيعي هو أن نحصل على راحة». وظهر الإعياء الشديد على لاعبي البرازيل خصوصاً في الشوط الثاني أمام مصر، ما منح الفرصة للاعبي مصر تقليص الفارق والتعادل 3-3 إلا أن ضربة الجزاء المثيرة للجدل حسمت الفوز للسامبا. من جانبه، يدافع المنتخب الأميركي عن سمعته، ويسعى لتفادي خسارة كبيرة بعد سقوطه أمام إيطاليا 1-3 في اللقاء الأول له بالبطولة. هل يفعلها الفراعنة مجدداً؟ أغلق المدير الفني للمنتخب المصري حسن شحاتة سريعاً صفحة لقاء البرازيل وركز في التدريبات على «تكتيك» مختلف يواجه به المنتخب الإيطالي الذي وصفه ب «الشرس»، وقال شحاتة للاعبين في أول تدريب عقب لقاء البرازيل: «يجب علينا ألا نسعد بأدائنا أمام البرازيل لأن النتيجة المنطقية كانت التعادل على الأقل، يجب أن نركز ونهتم بمباراتنا المقبلة أمام إيطاليا لمحاولة تحقيق نتيجة إيجابية في تلك المباراة». وتابع: «لا يشغلنا الآن إلا محاولة تقديم الأفضل أمام إيطاليا للوصول في البطولة لأدوار متقدمة». ولن يكون شحاتة مضطراً لإجراء تغييرات جوهرية على تشكيلة فريقه بعد ظهور معظم اللاعبين بمستوى رائع أمام البرازيل باستثناء مركز حراسة المرمى، إذ أعلن قبل البطولة أنه سيطبق مبدأ المناوبة بين عصام الحضري وعبد الواحد السيد، وكان شحاتة شاهد لقاء البرازيل مع اللاعبين للوقوف على الأخطاء التي وقعوا فيها، خصوصاً لاعبي قلب الدفاع وحارس المرمى، ويعاني المنتخب المصري من مشكلة في التعامل مع الكرات العرضية ما مكن البرازيل من تسجيل 3 أهداف من 4 عن طريقها. من جهته، حذر المدير الفني للمنتخب الإيطالي مارشيللو ليبي لاعبيه من قدرات المنتخب المصري وخبراته التنظيمية قبل مواجهته اليوم، وقال ليبي في تصريحات لشبكة «سكاي سبورت» الإيطالية: «مصر فريق يمتلك خبرات جيدة ويمتلكون وفرة من اللاعبين». وأضاف ليبي: «مصر قدمت مباراة رائعة، وظهرت كفريق منظم أمام البرازيل». وتابع: «ولكني أعتقد أن «السليساو» دفع ثمن ضعفه البدني وحضوره متأخراً إلى جنوب أفريقيا قبل البطولة بأيام». ويعود لتشيكلة إيطاليا قائد الفريق فابيو كانافارو بعد اكتمال شفائه من الإصابة التي لحقت به أخيراً، وشارك كانافارو في تدريبات منتخب بلاده أول من أمس «الثلثاء» وفرص مشاركته أمام مصر مرتفعة للغاية، وغاب قائد إيطاليا الفائز بلقب أفضل لاعب في العالم عام 2006 عن مباراة الولاياتالمتحدة التي فاز بها فريقه الاثنين الماضي 3-1 بسبب إصابته في ساقه اليمنى، ولعب نيكولا ليغروتالي بدلاً من كانافارو في قلب دفاع إيطاليا إلى جوار جورجيو كيليني وهو الثنائي الذي افتقد للدقة في التعامل مع هجمات الولاياتالمتحدة القليلة، وتصعب عودة مدافع يوفنتوس المنتقل إليه من ريال مدريد كانافارو من مهمة هجوم منتخب مصر في مباراة اليوم وذلك على رغم من تراجع مستواه عما كان عليه قبل عامين في مونديال ألمانيا 2006. ولعب كانافارو 123 مباراة دولية مع إيطاليا، ويعد ثاني أكثر لاعب إيطالي صاحب رصيد من اللقاءات الدولية بعد باولو مالديني. وسيعول ليبي على مهاجم روما دانيلي دي روسي صاحب التصويبات القوية التي منحت منتخب بلاده هدفين من 3 أسكنها الطليان في شباك أميركا, وتساوى روسي مع المصري محمد زيدان والبرازيلي كاكا بجدول هدافي البطولة، ولكل منهما هدفان, وتأثر منتخب إيطاليا سلباً في بداية مباراته مع أميركا من غياب الرابط بين الوسط وخط المقدمة، وذلك في ظل اعتماد مدرب «الأزوري» ليبي على طريقة 4-3-3 فقد دفع ليبي بألبرتو غيلاردينو في الهجوم، فيما لعب المخضرم ماورو كامورانيزي على اليمين وفيتشنزو ياكوينتا يساراً، وتمركز أندريا بيرلو مع دي روسي وغينارو غاتوزو في الوسط، أمام خط دفاع شكله الرباعي فابيو غروسو وجورجيو كيلليني ونيكولا ليوغرتالي وجانيالوكا زامبروتا. زاهر حيثيات الرد غير منطقية أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» صحة ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم الإنكليزي هاوارد ويب للمنتخب البرازيلي أمام المنتخب المصري وقال الفيفا عبر موقعه الرسمي أنه أرسل رداً للاتحاد المصري يبلغه فيه بصحة القرار كرد على الالتماس الذي تقدم به مسؤولو المنتخب اعتراضاً علي الركلة التي احتسبت في الدقيقة 91 من اللقاء. وكان رئيس الاتحاد المصري سمير زاهر أكد أن المنتخب المصري تقدم باحتجاج رسمي للجنة المنظمة لبطولة كأس القارات ضد ويب. وارجع زاهر سبب الاحتجاج إلى احتساب ويب ركلة الجزاء للمنتخب البرازيلي بناء على قرار من الحكم الرابع في نهاية اللقاء الذي انتهى بفوز البرازيل بنتيجة 4-3 وأكد الفيفا في خطابه للاتحاد المصري أن اللجنة الفنية قامت بدراسة القرار وتأكدت من أن القرار جاء بناء على إشارة من المساعد الأول مايك مولاركي لويب. وأضاف بيان الفيفا أن مولاركي أكد المخالفة لحكم المباراة انطلاقاً من موقعه الذي أتاح له معاينة اللقطة بكل وضوح. واعتبر زاهر أن حيثيات رد «الفيفا» محبطة. فيما قال عضو الاتحاد المصري محمود طاهر عضو إن مصر لا تنتظر تغيير نتيجة اللقاء لكن شكواها تعد إثباتا للحالة نظراً إلى عدم الاعتماد على الإعادة التلفزيونية من قبل. من جهة أخرى، نشرت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية تصريحات لقائد البرازيل لوسيو والذي سدد الكرة في ذراع المحمدي، إذ قال لوسيو إن الفاصل التمثيلي الذي قام به المحمدي بعد سقوطه أرضاً هو ما زاد شكوك الحكم في الخطأ الذي ارتكبه. وأشار المدافع البرازيلي إلى أن ويب فوجئ بسقوط المحمدي من دون تداخل من أحد بالإضافة إلى اعتراض لاعبي البرازيل، وقال رئيس لجنة الحكام المصرية محمد حسام أن من حق الحكم الرابع وطاقم التحكيم بالكامل تصحيح قرارات حكم اللقاء إذا كانت خاطئة في إشارة منه أيضاً إلى صحة ركلة الجزاء التي احتسبت للمنتخب البرازيلي. اهتمام عالمي بتألق مصر رصد الاتحاد الدولي «الفيفا» إحصاءات وأرقام متعلقة بمباراة مصر والبرازيل وأوضح أنه على رغم خيبة الأمل التي أصابت لاعبي المنتخب المصري جراء الهزيمة في الدقائق الأخيرة أمام البرازيل إلا أن «الفراعنة» نالوا كل التقدير لما أظهروه من عزيمة ورباطة جأش بوقوفهم ندًا للند أمام عمالقة منتخب «السامبا»