أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن «القمة العربية تعقد هذا العام وما زال حال الأزمة يُمثل الصفة الغالبة على الأوضاع العربية في صورة عامة». وقال أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في الرياض أمس، إن «الرأي العام العربي ينتظر من القمة العربية الكثير ويعلق عليها أملاً بأن تفتح باب الخروج من هذه الأزمات المُركبة التي واجهتها في السنوات الماضية». وأشار أبو الغيط إلى أن «ملف التدخلات الإيرانية يشغل العرب جميعاً، وهو من الأمور التي تتعامل معها المنظومة العربية بأعلى درجات اليقظة والانتباه». ودعا «جيراننا من الأطراف الإقليمية إلى أن يعلموا أنه عندما يتعلق الأمر بتهديد الأراضي العربية أو العبث بسيادة الدول، فإن العرب يتحدثون بصوت واحد، ويتحركون انطلاقاً من فهمٍ مشترك». وشدد على أن «المرحلة المقبلة تتطلب عملاً متضافراً لتعزيز المواقف الفلسطينية، ودعم صمود الفلسطينيين على الأرض خصوصاً في القدس، وحشد الاعتراف بدولة فلسطين على الصعيد الدولي». وأشار إلى إن «الإجماع العربي ما زال منعقداً على أن وحدة الوطن السوري وتكامل ترابه الإقليمي، واستقلاله، وحقن دماء أبنائه، تمثل منطلقات جوهرية في أي معالجة للوضع المأسوي الذي تعيشه سورية». وفي إطار الاجتماعات التحضيرية للقمة، شارك أبو الغيط في اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية ببحث التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتي تضم وزراء خارجية كل من الإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر والبحرين. وصرح الناطق باسم الأمين العام الوزير مفوض محمود عفيفي، بأن الاجتماع شهد تبادل وجهات النظر حول أبعاد التدخلات الإيرانية الأخيرة في الشأن العربي في شكل عام، وفي الشؤون الداخلية لعدد من الدول العربية، خصوصاً ما يرتبط بتصاعد وتيرة إطلاق صواريخ باليستية إيرانية الصنع من قبل جماعة الحوثيين باتجاه المملكة بما يشكل تهديداً لأمنها واستقرارها، وبما يهدد أيضاً بتوسيع دائرة النزاع اليمني. وأوضح أن «اللجنة اتفقت على طرح مشروع قرار يناقش الأبعاد والتداعيات المختلفة لهذا الموضوع أمام القادة العرب خلال القمة الحالية». إلى ذلك، أكد أبو الغيط في الجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري التحضيري للدورة ال29 للقمة العربية، أن «المطلوب من الدول العربية خوض معركتين في الوقت نفسه، الأولى للقضاء على الإرهاب واستئصال جذوره، والثانية للتنمية والتحديث. ورأى أنه «لا يمكن للشعوب العربية العبور إلى المستقبل سوى بالانتصار فيهما».