بما أن ايطاليا هي رائدة ماركات الأحذية، فمدينة فيجيفانو هي عاصمتها، اذ تمثّل هذه الصناعة جزءاً حيوياً من اقتصادها. وتتباهى بوجود متحف للأحذية يشرح صناعتها على مدى قرون، حيث بدأت في متاجر صغيرة في القرن السادس عشر، ووصلت الى نطاق صناعي في القرن التاسع عشر. إنه «متحف بيترو بيرتوليني» الذي دشّن في صورته الحديثة عام 2003. وأساسه مجموعة خاصة لبيرتوليني وهبها عام 1950 الى بلدية فيجيفانو. ويتضّمن المتحف أقساماً «تسرد» حقبات تاريخية تشمل ما كانت تنتعله قوميات وأعراق الى موديلات معاصرة وابتكارات فنية غريبة، منها حذاء نسائي علو كعبه90 سنتيمتراً، وتصاميم مشاهير هذه الصناعة وموضتها. وأنشئ أول مصنع للأحذية في فيجيفانو عام 1866، وأول مصنع لماكيناتها عام 1901، كما أنتج أول حذاء رياضي وكان للعبة للتنس عام 1920. وفاق الإنتاج ال21 مليون حذاء سنوياً ما بين عامي1950 و1960، غالبيتها للتصدير. وتشهد ردهات المتحف معروضات دائمة منها أحذية لبابوات روما و»الدوتشي» بينيتو موسوليني، الى معارض لمجموعات خاصة منها مجموعة ابتكارات وتصاميم أرماندو بوليني (1800 حذاء) ، وعروض إطلاق موديلات، وأجنحة لأسماء كبيرة في هذه الصناعة أمثال فيفيين ويستوود وألدو ساكييتي وسلفاتوري فيراغامو وغابرييل دانونزيو ورينيه كافيولا وأندريا بفيستر. كما تعرض أحذية فنانين ونجوم سينمائين أمثال مارلين مونرو. وفي نيسان (أبريل) الماضي، حصل البابا بنديكتوس السادس عشر على 15000 زوج من الأحذية خلال زيارته لفيجيفانو ومعها زوج آخر... إذ قدّم «كونسرتيوم» محلي حذاء للبابا و15 ألف حذاء للمحتاجين في العالم، أرسلت الى جمعيات خيرية اختارها الفاتيكان. أما حذاء البابا فأحمر اللون من تصميم شركة «موريشي» ومصنوع من جلد الكنغورو. وتسمّى الأحذية الحمر التي ينتعلها البابوات عادة، ب «أحذية صياد السمك»، لأنهم خلفاء القديس بطرس الرسول، أحد تلامذة السيد المسيح، الذي كان صياد سمك.