واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – أعلن عبدالقدير خان، مهندس البرنامج النووي الباكستاني، ان كوريا الشمالية دفعت في تسعينات القرن العشرين، رشاوى بملايين الدولارات لمسؤولين عسكريين باكستانيين بارزين، للحصول على تكنولوجيا التسلح الذري. وأقرّ خان عام 2004 بتسليم ايران وليبيا وكوريا الشمالية أسراراً نووية، وُوضع في الإقامة الجبرية. كما اعترف بتقديم أجهزة طرد مركزي وتصاميم، ساعدت بيونغيانغ في صنع قنبلة مستخدمة اليورانيوم. وعلى رغم أن المحكمة العليا في إسلام آباد أمرت عام 2009 بالإفراج عن خان، اتهمته باكستان بالتصرف في شكل منفرد، في تمكين كوريا الشمالية من الحصول على أسرار نووية، وإدارة شبكة تهريب لمواد نووية، من دون علم السلطات. وسلّم خان الأميركي سايمون هندرسون، وهو خبير في شؤون البرنامج النووي الباكستاني وباحث في «معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى» الذي يتخذ واشنطن مقراً، وثائق تظهر ان بيونغيانغ دفعت في إطار الصفقة، أكثر من 3.5 مليون دولار لمسؤوليْن عسكرييْن باكستانييْن. وقال هندرسون ان خان أعطاه الوثائق «لأنه يعتبر انها تظهر خطأ رواية كونه عنصراً مارقاً» في شبكة تهريب المواد النووية، مضيفاً ان الوثائق تؤكد ان خان «عمل تنفيذاً لتعليمات من آخرين». والوثائق التي نشرتها أيضاً صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، تضمّ رسالة مؤرخة في 15 تموز (يوليو) 1998، كُتب عليها «سري» وتحمل توقيع سكرتير الحزب الشيوعي الكوري الشمالي جون بيونغ هو. وتشير الرسالة الى ان «مبلغ الثلاثة ملايين دولار دُفع» لمسؤول باكستاني، و «نصف مليون دولار» ومجوهرات لمسؤول ثان. وكتب جون بيونغ هو في الرسالة: «سلموا من فضلكم الوثائق والمكونات المتفق عليها، إلى (مسؤول في السفارة الكورية الشمالية في إسلام آباد)، والتي ستُعاد لاحقاً عندما تعود طائرتنا بعد تسليم مكونات الصواريخ».