أجرى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة تعديلاً وزارياً جزئياً أمس، طاول 4 وزارات، حيث عين السعيد جلاب وزيراً للتجارة خلفاً لمحمد بن مرادي ومحجوب بدة وزيراً للعلاقات مع البرلمان خلفاً للطاهر خاوة ومحمد حطاب وزيراً للشباب والرياضة خلفاً للهادي ولد علي وعبد القادر بن مسعود وزيراً للسياحة خلفاً لحسن مرموري. من جهة أخرى، استقبل رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى وفداً من الكونغرس الأميركي، بقيادة رئيس اللجنة الدائمة لغرفة نواب الولاياتالمتحدة، تزامناً مع بروز معطيات عن اتفاق محتمل بين البلدين لتولي الجزائر تنشئة أئمة في أميركا. واستقبل أويحيى رئيس اللجنة الدائمة لغرفة نواب الولاياتالمتحدة، ديفان نونس، بحضور السفير الأميركي لدى الجزائر جون دي روشر، وذلك بعد الكشف عن تعاون بين البلدين في مجال محاربة التطرف. وأفادت مصادر جزائرية بأن واشنطن أرسلت طلباً رسمياً إلى الجزائر، تؤكد فيه عزمها على إرسال 21 ضابطاً يتقلدون أعلى الرتب والمناصب إلى الجزائر بهدف دراسة الأساليب والتقنيات التي تعتمدها الحكومة الجزائرية وبخاصة وزارة الشؤون الدينية في التصدي لظاهرة «التطرف الديني» الذي يضرب دول عدة عبر العالم. وقال وزير الشؤون الدينية محمد عيسى إن وزارته استقبلت منذ أيام «وفداً أميركياً زار الجزائر للوقوف على الأسباب الحقيقية لتمكن الخطاب الديني الجزائري ودور المرجعية الدينية في تجنيب الجزائر أزمة الربيع العربي التي ضربت دولاً عربية وغربية». وقال عيسى إنه استلم تقريراً من الوفد الأميركي، يؤكد نية الولاياتالمتحدة الاستفادة من التجربة الدينية الجزائرية، «من خلال إرسال وفد من الأئمة الأميركيين للاستفادة من تنشئة دينية في المؤسسة الجزائرية الحريصة على حفظ مرجعيتها المحمدية التي تعتمد أساساً على فهم السلف للمرجعية المحمدية وحفظهم وإثراءهم لها». وتُعدّ الجزائر بين أبرز الدول تصدياً لظاهرة التعصب والتطرف الديني، إضافة إلى إصرار وتركيز الدولة الجزائرية على محاربة التقسيم الطائفي بحجة التعصب الديني ومحاولة قيام دويلات وجماعات مختلفة، الأمر الذي نال إعجاب الولاياتالمتحدة التي تسعى إلى اكتساب خبرات لمحاربة هذه الظاهرة على أراضيها وفي معظم الدول العربية. وكان بوتفليقة شدد على ضرورة احتواء كل الأزمات المتعلقة بالتعصب الديني والتطرف منذ بداية العام 2010، نظراً إلى أن الجزائر مرت بفترة صعبة جداً خلال ما يُعرف ب «العشرية السوداء» التي خلّفت مئات آلاف القتلى بسبب الإرهاب والتطرف الديني. على صعيد آخر، سلّم إرهابي يُدعى «أبو رواحة» نفسه للسلطات العسكرية في منطقة سكيكدة، في شرق الجزائر، وبحوزته بندقية نصف آلية من نوع سيمونوف وكمية ذخيرة، بينما استسلم متشدد آخر يُدعى «أبو عائشة» للجيش في تمنراست، أقصى جنوب البلاد، بعد أن كان التحق بالجماعات الإرهابية منذ عام 2012.