أحيت طهران أمس، الذكرى الثالثة والعشرين لإسقاط البحرية الأميركية طائرة مدنية إيرانية، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها، متهمة واشنطن بارتكاب هذه «الجريمة البشعة عن قصد» للتأثير في الحرب الدائرة حينذاك مع العراق. وفي 3 تموز (يوليو) 1988، وخلال الحرب بين إيران والعراق، أسقطت حاملة الطائرات الأميركية «يو أس أس فنسنس» طائرة ركاب إيرانية فوق مياه الخليج، ما أدى الى مقتل ركابها ال290، بينهم حوالى 70 طفلاً. ووصف وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي إسقاط الطائرة بأنه «جريمة بشعة»، معتبراً أن «تزامن ذكراها مع وضع شركة الخطوط الجوية الإيرانية على لائحة العقوبات الأميركية الأحادية، لا يمكن اعتباره أمراً مفاجئاً، ويدل على أن الإدارة الأميركية ما زالت تواصل نهجها المعادي ضد الشعب الإيراني منذ ثلاثة عقود». وشدد على أن «الشعب الإيراني الشجاع، وعلى رغم معرفته بالعداء التاريخي المتواصل للاستكبار، لن يتراجع قيد أنملة عن مبادئه وقيمه ومطالبه المشروعة»، لافتاً الى أن «إيران لا تكترث مطلقاً للتصريحات المخادعة لمسؤولين أميركيين، بل تعتبر أداء المسؤولين والمؤسسات الأميركية وسلوكهم، معياراً لتقويم مواقفهم». في الوقت ذاته، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي أن إسقاط الطائرة «تم عن قصد وبعلم تام من المسؤولين الأميركيين»، مشيراً الى وجود «دليل يثبت ذلك، ويتمثل في منح وسام لقائد حاملة الطائرات الأميركية الذي ارتكب هذا العمل المعادي لحقوق الإنسان». واعتبر «هذه الجريمة الدامية واحدة من مئات الصفحات المخزية في تاريخ أميركا»، معرباً عن اعتقاده بأن «أميركا استهدفت من ورائها التأثير على مسار الحرب» بين إيران والعراق. أما هيئة أركان الجيش الإيراني، فأكدت أن «هذا الحدث الجسيم والمفجع لن يُمحي من ذاكرة التاريخ»، داعية الى محاكمة مرتكبيه. في غضون ذلك، أعلن قائد وحدة الطيران والفضاء في «الحرس الثوري» الجنرال أمير علي حاجي زادة أن قواته استخدمت خلال مناورات «الرسول الأعظم-6» التي تنفذها الآن، «نظام رادار الغدير للمرة الأولى في عمليات عسكرية، لتتبع الصواريخ المهاجمة». وأشار الى أن هذا النظام «صُمّم لاكتشاف الأهداف الجوية وطائرات الشبح وصواريخ كروز والصواريخ الباليستية والأقمار الاصطناعية ذات المدار المنخفض». الى ذلك، قال السفير الأوكراني لدى إيران ألكسندر سامارسكي إن أكثر من ألف أوكراني يعملون في مفاعل «بوشهر» النووي الذي يبنيه خبراء روس، مشدداً على أن كييف تعمل على تطوير تعاونها مع طهران. من جهة أخرى، دعا الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين م همان برست الحكومة البريطانية الى «تجنب العنف في تعاملها مع الاحتجاجات السلمية لشعبها». وقال: «سلوك الشرطة البريطانية مع التظاهرات السلمية الشعبية الجمعة الماضي، نموذج آخر على معارضة الحقوق المشروعة للشعب في التعبير عن عقائده وتنظيم اجتماعات». وأضاف: «نطلب من الحكومة البريطانية مراعاة حقوق المعتقلين، وتجنب أي شكل من أشكال العنف في التعامل مع الاحتجاجات السلمية للذين نزلوا الى الشارع دفاعاً عن حقوقهم».