يحلم منتخب أميركا بتكرار إنجاز بلوغه دور ربع نهائي مونديال 2002، عندما يخوض نهائيات كأس العالم المقبلة في البرازيل بتشكيلة مطعمة بالخبرة والشبان، بقيادة المدرب الألماني يورغن كلينزمان، لكن لتحقيق ذلك يتعين على لاعبي «المدرب الذكي» تخطي مجموعة سابعة بالغة الصعوبة تضم ألمانيا بلد كلينزمان، وغانا التي واجهها المنتخب الأميركي سابقاً (خسر أمامها 1-2 في الدور الأول في مونديال 2006، وبالنتيجة ذاتها بعد التمديد في الدور الثاني عام 2010)، إضافة إلى البرتغال. يعلق كلينزمان على آمال التأهل، قائلاً: «المجموعة فيها الكثير من التحدي، لكننا بنينا ثقة كبيرة في أنفسنا خلال آخر عامين ونصف العام، إذ عشنا أنجح عام في تاريخ المنتخب، وفرصنا في بلوغ الدور الثاني واقعية جداً». يملك المنتخب الأميركي أفضل إنجاز في كأس العالم بعد منتخبات أوروبا وأميركا الجنوبية، فبعد حلوله ثالثاً في نسخة 1930 الافتتاحية، خلق إحدى أكبر مفاجآت المونديال بفوزه على إنكلترا بهدف وحيد في باكورة مشاركاته الأخيرة في البرازيل 1950. الولاياتالمتحدة استضافت النهائيات عام 1994 في ظل درجة حرارة مرتفعة وبلغت الدور الثاني، إذ حافظت بعدها على استقرار التأهل، وكانت قريبة من دور نصف نهائي 2002 لولا الحاجز الألماني وخسارتها بفارق ضئيل، فيما استهلت الدور النهائي من تصفيات «كونكاكاف» الأخيرة بدعسة ناقصة على أرض هندوراس، فشكك الإعلام بمقاربة كلينزمان وتكتيكاته، لكن الشكوك ذابت بعد سيطرة «ستارز آند سترايبس» على المجموعة الموحدة مع سبعة انتصارات في 10 مباريات لتتأهل للمرة ال10 إلى النهائيات. يعول المنتخب الأميركي على عموده الفقري المؤلف من الحارس المخضرم تيم هاورد (إيفرتون الإنكليزي) بعدما اكتسب صاحب ال35 عاماً خبرة طويلة في الدوري الإنكليزي، إلى جانب المهاجمين كلينت دمسي (سياتل)، وجوزيه التيدور (سندرلاند الإنكليزي) إضافة إلى لاعبي الوسط مايكل برادلي (تورونتو الكندي)، وجرماين جونز (بشيكتاش التركي)، لكن اللافت كان استبعاد كلينزمان للمهاجم لاندون دونوفان (32 عاماً)، والذي يعد أفضل هداف في تاريخ المنتخب (57 في 114 مباراة دولية) بعد مشاركته في ثلاثة مونديالات وأفضل هداف في تاريخ الدوري المحلي برقم قياسي حققه بعد عملية استبعاده (136)، إذ دافع المدرب عن نفسه قائلاً: «المهاجمان الآخران يتمتعان بأفضلية عليه في بعض النواحي، لذا اتخذنا هذا القرار»، ورأى أنه على رغم اكتساب دونوفان الخبرة إلا أنه «ربما خسر الناحية البدنية، كان رائعاً في الأعوام ال10 الأخيرة مع المنتخب، والقرار ليس موجهاً ضده، بل لمصلحة لاعب آخر». وعبر لاعب وسط روما الإيطالي السابق برادلي عن حزنه لاستبعاد دونوفان، وقال: «يصعب أن نراه غاضباً وحزيناً لعدم الذهاب إلى كأس العالم»، بينما قال حارس المرمى هاورد: «المخضرمون يحبونه ويقدرونه ومن الصعب سماع أنباء مماثلة». وما زاد الطين بلة استخفاف ابن كلينزمان جوناثان (حارس المرمى الذي مثل الولاياتالمتحدة في الفئات العمرية) باستبعاد دونوفان على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يسحب تعليقه ويتم الاعتذار من اللاعب الذي قدم الكثير لبلاده. ضم كلينزمان لاعب الوسط اليافع جوليان غرين (18 عاماً) صاحب الجنسية الألمانية إلى جانب الألماني المولد جون بروكس (21 عاماً)، لكنه نفى أن يكون تمديد عقده حتى مونديال 2018 لعب دوراً في خيارات تشكيلته: «مرتكزة على الوضع الراهن ولا علاقة لذلك بعقدي، شعرنا بقوة أن هؤلاء الشبان جاهزون لكأس العالم».