خرج المعارضون للملكية الذين يحشدون قواهم منذ تنازل الملك خوان كارلوس عن العرش لابنه الأمير فيليبي، أمس بتظاهرات في مدريد وسائر أرجاء إسبانيا للمطالبة بعودة الجمهورية. ومنذ الإثنين الماضي بعد ساعات قليلة من إعلان الملك خوان كارلوس (76 سنة) قراره التخلّي عن العرش اجتاحت «موجة جمهورية» البلاد. وهتف عشرات آلاف المتظاهرين «إسبانيا ستكون في الغد جمهورية»، ملوحين بالعلم المثلث الألوان الأحمر والذهبي والبنفسجي، للجمهورية الإسبانية الثانية التي أعلنت في نيسان (أبريل) 1931، ثم أسقطتها ديكتاتورية الجنرال فرانكو في 1939 بعد ثلاث سنوات من الحرب الأهلية. وأمس، دعت عشرات الأحزاب السياسية اليسارية ومنظمات المواطنين إلى تظاهرات للمطالبة بإجراء «استفتاء الآن» حول مستقبل الملكية. علماً أن الأمير فيليبي (46 سنة) سيؤدي اليمين في 19 الجاري أمام مجلسي البرلمان وفقاً للتقليد الإسباني. كما سيصوّت مجلس النواب الأربعاء المقبل، ثم مجلس الشيوخ على قانون يجيز تخلّي خوان كارلوس عن العرش. وتضم «موجة جمهورية» خصوصاً الشبان الذين لم يشهدوا اعتلاء خوان كارلوس العرش في 22 تشرين الثاني (نوفمبر) 1975 بعد يومين من وفاة فرانكو، وسنوات الانتقال والموافقة عبر الاستفتاء في 1978 على الدستور الذي أسس إسبانيا الديموقراطية. ويعتبر المعارضون المتجمّعون داخل «مجلس الدولة الجمهورية» وهي حركة أنشئت قبل عامين، أنه «في القرن ال21 لا معنى لإبقاء مؤسسة بالية ومناهضة للديموقراطية مثل الملكية». وندد تجمّع من ثمانية أحزاب صغيرة من اليسار بقيادة المدافعين عن البيئة والشيوعيين «إيزكييردا يونيدا» ممثلة في البرلمان، ب «الوضع الخطير نتيجة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الذي أدى إلى تنازل الملك عن العرش والمحاولة المتسرّعة لفرض ملك جديد من دون أن تؤخذ إرادة الشعب بالحسبان». وثمة مؤشر آخر إلى الاضطرابات التي سيتعيّن على الملك فيليبي السادس مواجهتها وهو ما تشهده كاتالونيا. فقبل خمسة أشهر من الموعد الذي حدده القوميون لإجراء استفتاء على تقرير المصير في هذه المنطقة، امتزجت الأعلام الجمهورية مع العلم الانفصالي الذي تتوسطه نجمة بيضاء.