وكّل عدد من أولياء أمور طلاب الثانوية العامة في المدارس السعودية في بريطانيا، مكتب محاماة في الرياض لرفع قضية ضد وزارة التربية والتعليم، بعد أن وصلت نسبة الرسوب في الفصل الدراسي الأول بين الطلاب 96 في المئة. وذكر أولياء أمور طلاب سعوديين في بريطانيا ل «الحياة» أن نتيجة أبنائهم لا يمكن أن تحدث لغيرهم، إذ إن الاختبار الذي أرسل من مدرسة باريس كان صعباً للغاية، ومكتوباً بخط اليد، وغير واضح، ورفض المراقبون الذين قدموا من باريس قراءة الأسئلة للطلاب. وأكد ولي أمر طالب (تحتفظ «الحياة» باسمه)، أن القضية المرفوعة لدى ديوان المظالم ضد التربية والتعليم بسبب مخالفتها لنظام مجلس الوزراء، الذي ينص على فتح مدارس أو فصول دراسية تشرف عليها أندية الطلبة السعوديين تحت مظلة وزارة التربية والتعليم، وتلتزم بتدريس المناهج السعودية، إلا أنها تجاوزت هذا القرار، وأحدثت تنظيماً جديداً هذا العام، وحولت المدارس إلى مراكز تعليمية تدرس اللغة العربية، والمواد الإسلامية فقط على حد قوله. وشهد لقاء المدير العام للاختبارات في وزارة التربية والتعليم فهد المهيزع مع أولياء أمور طلاب الثانوية في المدارس السعودية في بريطانيا أخيراً، نقاشاً حاداً، انتهى بانسحاب المهيزع من اللقاء. وكان المدير العام للاختبارات أكد قبل «انسحابه» من اللقاء على أن الوزارة ستنظر في نتائج الفصل الأول، الذي بلغت نسبة الرسوب فيه 96 في المئة، بيد أن ذلك لم يكن مقنعاً لأولياء الأمور الذين احضروا له نص قرار مجلس الوزراء رقم 36، وسألوه عن سبب مخالفة وزارته لهذا القرار. وقال المهيزع: «الوزارة استبعدت المدرسة السعودية في باريس من وضع أسئلة الفصل الثاني، وعمدت إحدى المدارس السعودية في المملكة لوضع الأسئلة وتصحيحها». ونقلت «الحياة» للمهيزع قضية تأخر استلام الطلاب للكتب الدراسية، ما أجبر الطلاب على الحصول عليها من المواقع الإلكترونية، ووعد بمناقشة الموضوع مع مدير الطباعة والتوزيع في وزارته حين عودته. ورد المهيزع على سؤال عن عدم وضع الأسئلة في المدارس في بريطانيا أسوة بالمعمول به في السعودية، أنه لا يوجد في بريطانيا مدارس نظامية، لكنها مراكز تعليمية، وهذا لا يخولها وضع أسئلة وتصحيحها. وكان المدير العام للاختبارات في الوزارة أرسل مبعوثاً من قبل وزير التربية والتعليم للاطلاع على مشكلات المدارس السعودية في بريطانيا، وزار المدرسة السعودية في كاردف، وبرمنجهام، واختتم زيارته بمدرسة لندن في آخر يوم دراسي قبل إجازة الصيف، التي بدأت الإثنين الماضي. وكان مكتب وزارة التربية والتعليم في بريطانيا وقع أولياء الأمور على أن شهادات أبنائهم ستكون بنظام الانتساب، ويجب أن يحضروا للاختبار حتى لو تعارض مع اختباراتهم في المدارس البريطانية، ووجه وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله خلال زيارته إلى لندن أخيراً، بأن تكون اختبارات المدارس السعودية في أيام الإجازات الأسبوعية، حتى لا تعيق الطلاب والطالبات من حضور مدارسهم، وأداء اختباراتهم في المدارس البريطانية. يذكر أن قرار تحويل المدارس السعودية إلى مراكز تعليمية أثار غضب المبتعثين في بريطانيا، لاسيما أنه صدر بعد بداية العام الدراسي بشهر ونصف الشهر، بحسب ما ذكره المبتعثين.