أريد السيد، سيد الأحكام، أريد الصلح. تعالوا وصالحوني يا كل الزعلانين والمتوترين والمتوترات والغاضبين والغاضبات. إن كان لي خصم فليصالحني ويحل عني. أريد الهدوء والسلام والسكينة، وسأعدكم بأنني أنا المتصالحة أدناه سأتخذ كل الإجراءات السلمية والمبادرة مع الجميع وسأدفع بالتي هي أحسن، بس أرجوكم العفو والسماح حتى لو ما كنت غلطانة. سامحوني على الفاضي والمليان. خير! على إيه الناس ماشية وزعلانة ومن دون داعٍ؟ دعونا نعيش مع بعضنا ومن كل قلوبنا وننزع كل أفكار المؤامرة من عقولنا والدسائس من قلوبنا، روقوها يا شباب وزوقوها يا بنات، لم آت إلى هذه الدنيا لأعاقب أحداً، أنا أطفالي لا أعاقبهم، ودائماً أقول في سري: أما يكفيهم ويكفينا من حروب علنية وباطنية وخفية، يكفي يا ناس، يكفي تناحر وتشاجر وقيل وقال، يكفي صديقين سابقين وعدوين راهنين، زوجين متحابين ومطلقين متباغضين، وأخوين تحت سقف واحد ومن ثم بينهما المحامي. هذه الحياة قصيرة، ليه نقضيها في الهجر والخصام ونحن نستطيع أن نجعلها ألفة ومحبة. وبعدين تعال هنا وأعطني الناي وغني، يا سلام الناي وغناء! لا هذا فرح بعيد المنال، أعطني فقط دقيقة من وقتك، بلاش دقيقة، خليها نص دقيقة. أريد أن أسألك: ألا يكفيك كل هذه الحروب من حولك لترجع وتدخل في حرب مع حبايبك؟ هذا اسمه هبل. اتهبلنا، أو لعل الرحمة راحت من قلوبنا. فالقعود لبعض: قسوة. اترك الآخر في حاله واقتنص أي فرصة لتحنن قلبه، ألق عليه التحية والقبل والاحترام، صافحه، المس قلبه وستجد دفقاً من مشاعر الشوق الذي يبدد أي خلاف، تذكر أننا شعوب طيبة، وليست هناك قاعدة للعلاقات، هذا لو صفت النيات، جل ما نفعله أننا نتلاقى ويا ليت نترك للقائنا متعاً وحياة وفكراً وفلسفة، لا جدلاً عقيماً وصراخاً وشتائم. من دون داعٍ، كل هذا من دون داعٍ، فلماذا يا هل ترى؟ أحياناً أشعر أن الحياة المادية بأوكزيوناتها المغرية وبكزينوهاتها السريعة الربح والخسارة هي السبب في ذلك التناحر، وأحياناً أجيب عن تساؤلي بأن التلفزيون أوحى لنا وأوشى ولعب بنا، وأعمل منه شماعة لأضع عليه السبب في تجنين الناس ومداخلاتهم وصراخهم وكأنهم يعلمونا أن النقاش والفن والفهم هو للأعلى صوتاً، يعني خذوهم بالصوت لئلا يغلبوكم، وأحياناً أشعر أن السبب في المدينة التي ابتلعها طوب الإسمنت، المدينة المكتظة ببيئتها الملوثة، الضاجة بسياراتها وشق الأنفاق وشق النفوس، فلعل المدينة لو عادت إلى سابق أنوثتها وعطورها الليلية وأنوارها الخافتة، لكنا أهدأ وبقينا على العشرة لا أن نقطع الشعرة والزهرة وشجرة العائلة. أيضاً أحياناً أشعر أن الفقر الفني في العمران وفي التصوير والرواية والرسم وكل من يلف لفهم ويمت لهم بصلة، هو السبب الذي أفقدنا البوصلة وتسبب في قطع أواصر الصلات، وأحياناً أشعر أنني لا أشعر ولا أحد يشعر في. أتدري لماذا لا أحد يشعر؟ لأننا لا نزرع الورد ولا الجهنمية ولا الصبار، بل أن بعض الناس تزرع السخط والقرف والإحباط ويطلعوا لك الجنية في بساتين الروح الهنية. يا أخي تجلس معهم وكل موضوع فيه مأساة، فإن لم يجدوا أعادوا عليك نشرة الأخبار بالتفصيل الممل وكأن الواحد منهم قد أشبع القنوات درساً، ثم تأوهوا وقالوا: ما تسمع ولا خبر حلو. حلو من أين وانتم تعيدون المر؟ فلا تصدقهم ولا تنقاد إلى الانزواء والمشاجرة أرجوك، الدنيا حلوة ولسه فيها خير، هؤلاء أناس تعلموا الزعل والغضب والشجار وفاتهم قطار الفرح ومواعيد انطلاق اللقاءات المثمرة بسعادتها. هؤلاء أناس يريدون الانتقاد فقط والمشاكل والمحن. ابتعد عنهم! اهرب منهم. أنت فقط فتش بينهم عن الوليف والصديق والونيس واللي يشيل الهم عن القلب ولو كان قلبه ملآناً بالهموم، مثل اسم هذه الصفحة التي اكتب فيها ومنها وعليها. استعجل واقلبها هذه الصفحة، وإن كنت غير متأكدة إذا كنت غير متأكد أنك ستجد صفحة أفضل منها في كل الجرائد تفرفش القلب وتقول له: حتروق وتحلى، ففرفشه أنت، ما فرفش قلبك مثل عقلك. خلف الزاوية يا واهبي بوح السرور وصمته يا منقذي في دمعتي وشقائي أنا لن أكون كما عهدت تمرداً وتكبراً حتى على الإطراء سأكون أغنية الحنان وضحكة أقوى من التعبير والإنشاء سأكون عنوان الوداعة دائماً أمضي إليك برقتي ووفائي [email protected]