أكد مصدر سياسي عراقي، مفضلاً عدم نشر اسمه، أن «موقف القوى السياسية من تمديد بقاء القوات الأميركية متعددة أهمها: موقف الأحزاب الشيعية المطالبة بانسحاب كل القوات، بناء على الاتفاق الأمني. وهي تساوم رئيس الوزراء نوري المالكي على أن استمراره في منصبه شرط اتخاذه قراراً يقضي بعدم التمديد للوجود العسكري الأجنبي. وهذا التوجه مدعوم من إيران وسورية ودول أخرى». وينص الاتفاق الأمني المبرم بين العرق وأميركا نهاية عام 2008 على أن تسحب جيشها في نهاية كانون الأول (ديسمبر) المقبل. وأشار المصدر الى أن فريق العمل مع المالكي «اشترط على هذه القوى، لا سيما التيار الصدري الذي طالما طالب بتحسين الخدمات ومستوى المعيشة، عدم دعم الاحتجاجات المناهضة للحكومة (وهذا ما يفسر عدم خروج أنصار الصدر مع المحتجين منذ شباط (فبراير) الماضي أو المشاركة في أي تحرك سياسي (في إشارة الى دعوات بعض أعضاء القائمة العراقية إلى سحب الثقة من الحكومة وتشكيل أخرى) لإطاحة الحكومة الحالية، ودعم توجهاته (أي المالكي) بتقليص عدد الوزارات من 47 وزارة الى 20، وطالبوا بمنح الحكومة حرية الاتفاق مع الأميركيين على آلية لتواجد فرق تدريب الجيش والشرطة، بعد الانسحاب على ألا تكون ذات طابع عسكري». وكان الصدر أبلغ المالكي الشهر الماضي دعمه أي جهد لترشيق الحكومة وأبدى استعداده للتنازل عن بعض حقائب تياره 40 لإنجاح العملية. وأعلن زعيم «المجلس الاعلى « (20 مقعداً مع منظمة بدر) عمار الحكيم في الشهر نفسه، دعم دعوات ترشيق الحكومة واستعداده للتخلي عن وزارات». وشملت الحوارات بين الأطراف الشيعية في فتح ملف منظمة مجاهدين خلق الإيرانية المعارضة واتفق الجميع على إخراجها من البلاد بالتزامن مع خروج القوات الأميركية». وسبق أن منع العراق وفداً من الكونغرس مطلع الشهر الجاري من زيارة معسكر أشرف في محافظة ديالى. وأضاف المصدر: «أما القوى السنية فهي منقسمة على نفسها بين داع الى التمديد للقوات الأميركية وفق ترتيبات تحد من تدخلها في الشأن العراقي ويمنع أي تصادم طائفي، وتعمل على تنفيذ التوازن الوطني داخل المؤسسة الحكومية، وآخرين يدعون الى سحب كل القوات على أن تتعهد واشنطن رعاية العملية السياسية والحد من النفوذ الإيراني، وتخشى هذه القوى من أن تملأ إيران الفراغ». وتابع المصدر أن «لدى الأكراد مخاوف كبيرة من وضع المناطق المتنازع عليها»، مشيراً الى «عدم قبول اقتراح التحالف الكردي القاضي ببقاء محدود للأميركيين في هذه المناطق».