استقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الاردني طاهر العدوان من الحكومة امس «احتجاجا على تعديلات قوانين المطبوعات، وهيئة مكافحة الفساد والعقوبات» المعروضة على جدول أعمال الدورة الاستثنائية لمجلس النواب التي تبدأ غداً الخميس، وفيها بنود تحد من حرية الصحافة والإعلام، و»تعتدي على الهوامش المتاحة للتعبير وتتنافى مع توجهات الدولة الإصلاحية». وقال الوزير ل»الحياة» امس بعد حضوره جلسة للحكومة، اثر وساطات لاقناعه بالعدول عن موقفه، «انني لا ازال متمسكاً بالاستقالة». ووفق نص الاستقالة، ابلغ الوزير المستقيل مجلس الوزراء السبت الماضي، انه لن «يذهب مع الحكومة إلى البرلمان اذا حملت معها مشاريع قوانين ضد الحريات الإعلامية لأن هذا يتعارض مع مواقفي ومبادئي التي لم اتخل عنها عندما انتقلت من الصحافة إلى الوزارة». وهذا هو الوزير الثالث، الذي يستقيل منذ اقل من شهر بعدما سبقه وزيرا الصحة والعدل على خلفية سفر المحكوم خالد شاهين الى العلاج في الخارج، الامر الذي جعل الحكومة في اسوأ اوضاعها في مواجهة مطالبات شعبية باقالتها بعد تراجع شعبيتها. وقال العدوان، في كتاب استقالته الذي سلمه الى رئيس الوزراء معروف البخيت امس «تشكل مشاريع القوانين المقترحة الخاصة بقانون المطبوعات وهيئة مكافحة الفساد وقانون العقوبات في نظري، ضربة حقيقية موجهة إلى نهج الاصلاح والى الاستراتيجية الإعلامية التي لم يجف حبرها بعد». واعتبر ان مشروع قانون المطبوعات «يناقض تماماً ما ذهبت إليه الاستراتيجية الاعلامية التي اقرها مجلس الوزراء، وعمادها تعديل التشريعات القانونية من أجل سقف اعلى للحريات». وكشف العدوان عن ان التعديلات المقترحة على قانون المطبوعات والخاصة بالمواقع الالكترونية «نوقشت مرتين في مجلس الوزراء ولم يوافق على ادراجها في الدورة الاستثنائية، وفي جلسة السبت الماضي كانت غالبية الوزارة المطلقة ضد ادراج التعديل الخاص بالمطبوعات». واشار الى وجود «اصرار من داخل الحكومة، او بضغوط تمارس عليها، للذهاب إلى الدورة الاستثنائية بحزمة القوانين الثلاثة التي لا يمكن أن توصف بانها قوانين عرفية». وتمنى العدوان، في كتاب استقالته، أن «تلاقي القوانين الثلاثة الفشل في مجلس النواب». واشار الى وجود «تهاون في مواجهة ظاهرة الاعتداءات التي يريد البعض من خلالها أن ينقل البلاد من اجواء الاحتجاجات والاعتصامات الهادئة، التي مكنت الاردن من تجاوز ازمات خطيرة، إلى حالة من الفوضى ونشر الكراهية واشاعة عقلية الانتقام والتصرف فوق القانون وبقوانينه الخاصة». وكان العدوان زار الخميس الماضي مكتب وكالة «فرانس برس» في عمان بعد تعرضه للتكسير على ايدي مجهولين. واكد ادانته للاعتداء وتضامنه مع المكتب الامر الذي تسبب بغضب حكومي ونيابي محدود. وحذر العدوان ممن «يقود النظام والبلد إلى الخانة نفسها التي غرقت في مستنقعاتها بعض الانظمة من حولنا».