انطلق أمس، معرض الرياض الدولي للكتاب، الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام ويستمر 10 أيام، ومع فتح أبوابه للزوار والقراء، تبدأ قصة كتّاب جدد ينضمون إلى أندية المؤلفين، إذ تفضل دور النشر مثل هذه المناسبات لتكون فاتحة الانطلاق لكل مؤلف جديد يرى النور ويبدأ رحلة العلاقة بين قلمه وجمهوره. عشرات المؤلفين والمؤلفات يدفع بهم معرضي الرياضوجدة للكتاب إلى منصات التوقيع خلال أيام كل معرض، يمثلون أجيالاً مختلفة من عمر الكتابة، بعضهم لديه تجربة طويلة، وربما يوقع النسخة الثانية والثالثة لمؤلفه المعروف لدى القراء، ويجد في المعرض فرصة للقاء جمهوره على الأرض في اتصال حي مباشر يذكي بينهم النقاشات ويلهب حوارات القراءة وموائد الكلام. ويغلب على منصات التوقيع في معارض الكتاب في نسخ هذه العام، العنصر النسائي وفئة الشباب، يتناوبون خلال أيام المعرض مع شقائقهن من الرجال في اعتلاء منصات التوقيع والدفع بمؤلفاتهم جميعاً إلى جمهور المعرض. يوقع بعضهم كتابه الأول، جذلاً بإنجازه، وسعيداً بلقاء الجمهور الذي طالما عرفه عبر منصات مختلفة، ولكنه الآن يعانق وإياهم منتجاً متماسكاً ومكتمل العناصر، أودع فيه خلاصة طاقته من الجهد والفكر والعمل، ويريد لجمهوره أن يبادله نفس الاهتمام والرعاية. عن هذا الانطباع يقول رئيس قسم البلاغة والنقد بجامعة أم القرى الدكتور سعود الصاعدي، وقد شارك بروايته الجديدة عين شمس في معرض جدة الأخير وستزور الرياض قريباً: «الشعور بالمؤلف الأول شبيه تماما للشعور بالمولود البكر الذي يمنحك أبوّة تشعر معها بفرح التجلّي أو ما يمكن أن أطلق عليه بالكينونة الثقافية وقد عشت هذا الشعور مع خروج كتابي النقدي تأويل النص وروايتي الأولى خارج العالم، إذ لا أجد فرقا في الأثر، مع العلم أن هذا الشعور يتجدد مع كل مؤلف جديد و إن كان ثالثا أو رابعا، و هذا في ظني راجع إلى أن الإنتاج المطبوع، سواء كان علميا أم إبداعيا، جزء من الكاتب حين يراه في صيغته الكتابية يرى من خلاله خلاصة عقله و قلبه في كائن ثقافي، وهو لحظة من لحظات التحقق الروحي في هيئة كتاب، لهذا السبب أشار الجاحظ إلى أن المرء يضنّ بنتاجه المكتوب أكثر مما يضنّ بولده». غانم الحمر وهو يشارك بكتابه الثاني هذا العام يوضح أنه ليس من شعور «أروع من شعورك بأنك انتجت من بنات أفكارك نبتة تسقى بأعين القراء ما شاء الله لها أن تسقى، وممكن أن نتصرف بالمثل العربي من «ما مات من خلف.. لتصبح ما مات من ألف» الكتابة مسؤولية كبرى، والاقدام على نشرها بين دفتي كتاب هي جرأة لا تجارى». وتنظم إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب 2018 حفلات توقيع الكتب لعشرات المؤلفين طوال أيام المعرض. وكانت إدارة المعرض اشترطت على الراغبين في التسجيل من المؤلفين ودور النشر أن يكون الكتاب من إصدارات عام (1438ه-1439ه ) في طبعته الأولى. وتشارك في المعرض 520 دار نشر من 27 دولة تعرض أكثر من ستون ألف عنوان جديد، وعشرات الفعاليات، تنتظر الجماهير الغفيرة التي تأتي من الرياض وخارجها من المدن السعودية. ضيف شرف هذا العام دولة الإمارات يستعد بدوره بمشاركة واسعة ومتنوعة استقطب لها عشرات الجهات والمؤسسات الثقافية في الإمارات، ما سيشكل، في رأي المتابعين، إضافة نوعية لفعاليات المعرض، الذي يعد مناسبة نوعية للناشرين الذي يتطلعون إلى مقتني الكتب وهواة الجديد. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد أخيرا أكد المشرف على المعرض الدكتور عبد الرحمن العاصم أهمية اختيار الإمارات ضيف شرف لهذه الدورة، مرحبا بالمثقفين الإماراتيين في بلدهم الثاني السعودية ليقدموا موروثهم الثقافي والفكري، موضحًا أنه قد تم تخصيص 18 فعالية ثقافية لضيف الشرف. وبيّن الدكتور العاصم أنه تم توفير خدمة لزوار المعرض تتمثل في نقل ترددي من ثلاث نقاط شمال وشرق وغرب مدينة الرياض لإيصال الزوار لمقر المعرض بأسعار رمزية، كما تم التنسيق مع مرور الرياض لتسهيل وانسيابية الحركة المرورية من وإلى المعرض. وأعلن الدكتور العاصم خلال المؤتمر الصحافي توقيع اتفاقية بين الوزارة والشركة الوطنية للتوزيع تتمثل في مبادرة باسم «القراءة للجميع» ستقوم خلالها الشركة بتوفير رابط إلكتروني يسمح للزوار بتصفح عدد من الكتب وطلب نسخ منها وستصلهم إلى مقر إقامتهم. ومن جانبه بين مدير المعرض محمد بن مزاهب العتيبي، أن 19 لجنة تعمل في المعرض لإدارة وتنظيم المعرض بالتعاون مع الجهات الحكومية المساندة، مضيفا أنه بلغ عدد المسجلين في منصات توقيع الكتب 1100 مؤلف تم اختيار 282 مؤلفًا منهم 109 مؤلفين و 173 مؤلفة لتوقيع كتبهم عبر ثلاث منصات يوفرها المعرض. بدأ من مساء أمس تدفق الزوار على المعرض، الذين يتطلعون إلى اقتناء ما يريده من كتب ومعارف جديدة، في المقابل يستعد الناشرين لموسم ناجح يعوض خساراتهم طوال عام مضى، إذ يبقى معرض الرياض الأكبر من ناحية القدرة الشرائية والإقبال على الكتب بأنواعها.