سجلت «الخيانة الزوجية» الرقم القياسي في الأسباب المفضية إلى حالات الطلاق التي تنظرها محاكم محافظة الطائف حالياً. ووفقاً لرئيس جمعية مساعدة الشباب على الزواج في محافظة الطائف أحمد السهلي فإن الخيانة الزوجية التي تصدر في الغالب من الأزواج في حق زوجاتهم شكلت عاملاً رئيساً في وقوع حالات طلاق عدة سجلتها «محاكم الطائف»، لافتاً إلى أن ظاهرة الطلاق بين الأزواج أضحت ملاحظة خلال الأعوام الأخيرة في المحافظة. وقال في حديث إلى «الحياة» خلال انطلاق ملتقى «عرسان الطائف» أول من أمس: «واجهنا هذه التصرفات التي يرتكبها الشبان تحت مؤثرات خارجية لا يجيدون التعاطي معها بعقلية واعية، بتنظيم دورات مختصة في هذا الجانب بغية تنمية إدراكهم بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم». وحصر رئيس جمعية مساعدة الشباب على الزواج المؤثرات التي وصفها بالهدامة لعش الزوجية، في انعدام الوعي وغياب الشعور بقراءة المستقبل وما يترتب على الطلاق من قطع الأرحام وتأجيج العداوات، إضافة إلى الانفتاح الإعلامي الذي أسهمت وسائل التقنية الحديثة في انتشاره على مدى واسع، ما أدى إلى نتائج مأسوية هددت استقرار كثير من الأسر. ولفت السهلي إلى أن التهديد لم يقتصر على الأسر الناشئة حديثاً بل امتد إلى أخرى تكونت منذ عشرات الأعوام، وعلى رغم أن بعض الآباء في هذه الأسر شارف على تجاوز حاجز ال50 عاماً من العمر وخلّف أبناء وبنات، بيد أنهم يستسلمون أمام الإغراءات الشيطانية، ودلل عليها بتطليق شاب زوجته جراء خلاف على إعداد وجبة فقط. وكان ملتقى «عرسان الطائف» في نسخته السادسة انطلق بدورة نظمتها الجمعية الخيرية للمساعدة على الزواج والرعاية الأسرية حضرها أكثر من 150 شاباً مقبلين على الزواج ويهدفون إلى تكوين أسر مستقرة وخالية من المنغصات، إذ تمركزت محاور الملتقى على كيفية التعامل الأمثل مع شريك الحياة وضرورة اختيار الزوجة الصالحة، إضافة إلى أهمية مراعاة كلا الزوجين حقوق الآخر. من جانبه، أكد نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية أحمد فقيرة في بيان صحافي (تلقت «الحياة» نسخة منه) أن إقامة مثل هذه الملتقيات أضحت ضرورة ملحة، كونها تسهم بشكل فاعل في ديمومة العلاقة الزوجية واستقرارها والحد من نشوب ما يعكر صفو الكيان الأسري، كما تجعل كلا الزوجين حريصاً على تحمل مسؤولياته، ويقلل من كثرة المشكلات التي تطرأ على حياتهما ومحاولة معالجتها بالطرق والأساليب الصحيحة. وكشف عن إجراء استفتاء بواسطة استبانات تم توزيعها على 280 شاباً بغية معرفة إلمامهم بحقوق وواجبات الزوج والزوجة، أظهرت نتائج وصفها بالحصيلة الصفرية في غالبية الجوانب المهمة ما دفع إلى إقامة مثل هذه الدورات. يشار إلى أن عدد المستفيدين من الملتقيات بلغ أكثر من 800 شاب على مدى ستة أعوام، بينما وصل عدد المستفيدين من خدمات الجمعية المالية والعينية ما يقرب من أربعة آلاف شاب، إذ بلغت قيمة الإعانات الممنوحة لهم أكثر من 13 مليون ريال. إلى ذلك، أكملت جمعية مساعدة الشباب على الزواج في المحافظة استعداداتها النهائية لتنظيم حفلة الزواج الجماعي السادس المقرر في الثاني من شهر شعبان المقبل برعاية محافظ الطائف وبحضور مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ وبمشاركة 300 عريس وعروسة.