عاد التصعيد بين الولاياتالمتحدةوفلسطين إلى الواجهة أمس، على خلفية انفتاح الرئيس دونالد ترامب على حضور افتتاح سفارة بلاده في مدينة القدسالمحتلة أيار (مايو) المقبل، ما استدعى تلويح السلطة الفلسطينية مجدداً ب «تعليق الاعتراف بإسرائيل»، وتأكيد الفصائل دعمها رفض الرئيس محمود عباس (أبو مازن) مبادرة السلام الأميركية المعروفة إعلامياً ب «صفقة القرن». وسار ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو خارج مكاتب البيت الأبيض. وأظهرا جبهة موحدة ضد إيران في محادثات أجريت مساء أول من أمس في البيت الأبيض. وبدا لافتاً أن نتانياهو سعى إلى التقليل من ملف السلام على أجندة لقائه الخامس مع ترامب مساء الاثنين، لمصلحة الملف الإيراني، إذ قال لدى خروجه من الاجتماع: «لم نتحدث عن الفلسطينيين أكثر من ربع ساعة وإن نصف الوقت قد خصص لإيران، وربما أكثر... موضوع المحادثات المركزي كان إيران إيران وإيران»، لافتاً أنه بعد 60 يوماً سيتوجب على ترامب أن يتخذ قراراً مهماً بشأن الاتفاق النووي مع إيران. وقال: «ترامب معني جداً بتقديراته، والمحادثات معه في هذا الشأن استغرقت وقتاً أطول بساعة من الوقت المخصص لذلك»، داعياً إلى «تعديل الاتفاق النووي أو إلغائه». وأكد نتانياهو، إنه لم ير أية مسودة أو جدولاً زمنياً ل «خطة السلام الأميركية». وأضاف: لا يمكن إجراء مفاوضات من دون الفلسطينيين. المطلوب هو أن يسعى الفلسطينيون لحل النزاع وتثقيف الجمهور على ذلك». ورأى أن «الفلسطينيين يهربون من المفاوضات بأي وسيلة». وأظهر نتانياهو تمسكاً بعدم «اقتلاع مستوطنات... موضوع إخلاء مستوطنات لم يطرح في المحادثات، وترامب لم يقدم جدولاً زمنياً لخطة السلام». وزاد: تحدثت مع ترامب حول سورية والعراق ولبنان والفلسطينيين، وطلبت مساعدته في قضية المختطفين والمفقودين الإسرائيليين. وأوضح أن «ترامب طرح أسئلة كثيرة في الشأن الفلسطيني والإقليمي، وضمن ذلك تهديد الصواريخ. كما تحدث عن المسائل الأمنية واندماجها بالسياسية». ولدى سؤاله عن مستشار الرئيس الأميركي وصهره جاريد كوشنر، الذي فقد حق الاطلاع على المستندات السرية، قال نتانياهو إن كوشنر حضر وجبة الغداء، مضيفاً أنه لم ينشغل بهذه القضية، وأن كوشنر شارك في الجلسة الموسعة. إلى ذلك، واصلت السفيرة الأميركية في الأممالمتحدة نيكي هايلي في خطاب أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية- الإسرائيلية (ايباك)، أكبر لوبي داعم للدولة العبرية في الولاياتالمتحدة، دفاعها عن القرار الأميركي نقل السفارة إلى القدس، بل أعربت عن تمنيها حضور مراسم افتتاح السفارة في أيار. وتوعدت بوضع حد ل «المضايقات» التي تتعرض لها إسرائيل في الأممالمتحدة. وقالت في خطابها: «القدس كانت وستظل دائماً عاصمة لإسرائيل. العاصمة ليست شيئاً يصنعه موقع سفارة أو بقرار أميركي. الولاياتالمتحدة لم تحول القدس إلى عاصمة لإسرائيل». وأضافت: «لقد كان ترامب يملك الشجاعة للاعتراف بهذه الحقيقة في حين لم يفعل ذلك الآخرون. في وقت ما مستقبلاً، سيأتي اليوم ويعترف العالم كله بهذه الحقيقة». وتطرقت إلى قرار غواتيمالا نقل سفارتها إلى القدس، وقالت: «ليباركها الرب لانضمامها إلينا في قرارنا». وزادت: «بعض الناس يتهم الولاياتالمتحدة بأنها تفضل إسرائيل. ما من أمر محرج في إظهار الميول نحو الحليفة». وتابعت: «من غير المعقول أن تكون هناك دولة في العالم لا يمكنها اختيار عاصمتها. من غير المعقول أن تكرس منظمة دولية تضم 193 دولة، وقتها في الهجوم على دولة وحيدة. نحن لن نوافق على هذا بعد الآن». في المقابل قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إنه «لا سبيل أمام الفلسطينيين سوى تعليق الاعتراف بإسرائيل»، رداً على احتمال مشاركة ترامب في افتتاح السفارة الإسرائيلية في القدس. وأضاف في بيان: «الرئيس ترامب أراد عزل القدس، فعزل الولاياتالمتحدة، ولا سبيل أمامنا سوى تنفيذ توصيات المجلس المركزي بتعليق الاعتراف بإسرائيل حتى تعترف بدولة فلسطين». وبدورها أعلنت الفصائل الفلسطينية خلال اجتماعها في غزة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مساء الاثنين، دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس في حال أعلن رفضه ل «صفقةَ القرن».