قتل 28 شخصاً وجُرح عشرات في هجومَين استهدفا السفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي ومقرّ القوات المسلحة في واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو. وذكرت مصادر أمنية أن الهجوم الذي استهدف مقرّ القوات المسلحة أوقع 28 قتيلاً، فيما تحدثت مصادر أخرى عن «حوالى 30» قتيلاً. أما حكومة بوركينا فاسو فأعلنت مقتل 7 جنود و8 متطرفين إسلاميين. وأفادت أوساط وزارة الخارجية الفرنسية بأن الوضع «تحت السيطرة في ما يخص البعثات الديبلوماسية الفرنسية». وأكد وزير الخارجية جان إيف لودريان أن «لا ضحايا فرنسيون»، معلناً القضاء على المهاجمين. وذكرت أوساط قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «يتابع بدقة ما يحصل، وعلى الرعايا الفرنسيين في واغادوغو أن يتبعوا تعليمات السفارة»، ويلتزموا البقاء حيث هم. وكتب السفير الفرنسي في واغادوغو كزافييه لابدوكاب على موقع «تويتر» أن هناك «هجوماً على سفارتنا في واغادوغو، وندعو كل الرعايا إلى توخي حذر شديد والبقاء في مكان آمن». وكتب المبعوث الفرنسي الخاص إلى منطقة الساحل جان مارك شتانييه على الموقع ذاته: «هجوم إرهابي في واغادوغو. كل التضامن مع زملائنا وأصدقائنا في بوركينا فاسو»، داعياً إلى «توخي الحذر، وتجنب وسط المدينة». وأفاد شهود بتبادل إطلاق نار كثيف، واحتراق سيارة للمهاجمين. وأضافوا أن قوات خاصة في الجيش انتشرت في المكان، وحلّقت مروحيات في أجواء العاصمة. وذكروا أن مسلحين ترجلوا من سيارة، أطلقوا النار على المارة، ثم توجّهوا إلى السفارة الفرنسية. وقال مصدر من السفارة إنهم فشلوا في الدخول إليها، فأطلقوا النار قبل أن يهاجموا مقرّ القوات المسلحة. كما أُفيد بوقوع انفجار قرب مقرّ القوات المسلحة والمعهد الفرنسي، على بعد كيلومتر من موقع الهجوم الأول. وأظهرت صور نُشرت على موقع «تويتر» أعمدة دخان تتصاعد من مبانٍ، بينها مقرّ القوات المسلحة. وتكافح بوركينا فاسو الواقعة في جنوب الصحراء الكبرى، تنظيمات متمردة تشنّ هجمات في شمال البلاد، مستهدفةً مقار رسمية ومراكز شرطة. كما شهدت العاصمة في السنوات الأخيرة اعتداءات على أماكن يقصدها غربيون. وسبّبت حركة التمرد مقتل مئات وإخلاء عشرات آلاف السكان منازلهم، كما وجّهت ضربة قاسية إلى اقتصاد يُعتبر بين الأفقر في العالم. وكان مسلحان أطلقا النار في آب (أغسطس) الماضي على مطعم في الجادة الرئيسة للعاصمة، ما أدى إلى مقتل 19 وإصابة 21. وفي كانون الثاني (يناير) 2016، قُتل 30 شخصاً، بينهم 6 كنديين و5 أوروبيين، في هجوم على فندق ومطعم وسط المدينة، تبنّاه تنظيم «القاعدة». وفي 3 شباط (فبراير) الماضي، قُتل مسلح في مكمن نصبه لشرطيين في بلدة ديو، شمال البلاد، على الحدود مع مالي. وأدت هجمات منذ العام 2015 إلى مقتل 133 شخصاً في 80 هجوماً.