على طريقة العرب الأولين، يفترض أن تكون أصغر زوجات ابن لادن، أمل بنت أحمد السادة، زوجة ابن عمها وليد بن هشام السادة، فهو تربى معها في بيت جد الاثنين الشيخ عبدالفتاح في إحدى قرى محافظة «إب» اليمنية. إلا أن القدر لم يسعف وليداً في الظفر بابنة عمه التي شغفت زعيم تنظيم القاعدة حباً، فقبل أن يتم دراسته الجامعية، اختطف أحد عملاء أسامة أمل إلى أفغانستان، وما علم بالقصة إلا بعد رحيلها بنحو أسبوع. غير أن السادة الرجل، حاول في حديثه الجانبي مع «الحياة» أن يقلل من فوات الفرصة، بالقول: «إنها مثل أختي من الرضاعة، إذ تربينا في بيت واحد. أمّا أنا فتزوجت المرأة التي أحببت». هكذا قال، وربما أراد بذلك أن يواسي نفسه. لكن المهم أن وليداً بمعرفته «الوثيقة» بأمل، كان أقرب الناس إليها في عائلتها فعلياً، فاستطاع أن يفسر لنا لماذا رضيت بابن لادن زوجاً، ثم كيف بقيت معه وصمدت، ودافعت عنه في نهاية المطاف، حين دهمته القوة الأميركية على سرير نومها. وفي حواره مع «الحياة» كشف أن شفرة «تاجر حضرمي» كانت السر الذي أغرى ابنة عمه بالموافقة المبدئية، فيما كان شغفها ب «دخول التاريخ» منذ الصغر، سبباً إضافياً في رضاها بالعيش مع زعيم تنظيم القاعدة بعد أن اكتشفت حقيقة الأمر. وتكوين أمل السادة الطموح وجسارتها الشخصية، هو ما جعل أسامة بن لادن يكرر على مسامع أبيها عندما زار أفغانستان: «أشكرك على هذه التربية. جاءت على ما في نفسي» كما يرجح وليد. وحول المستقبل الذي ينتظر أرملة بن لادن في اليمن، رجح وليها الذي ظهر للإعلام حتى الآن، أنها ستعيش بقية حياتها في بيت أسرتها، متفرغةً لتربية ابنتها «صفية» ابنة أسامة، مستبعداً موافقتها أو أحد من أسرتها على تزويجها بأي رجل بعد زعيم تنظيم القاعدة، حتى وإن كان الرئيس اليمني نفسه! وكان الحوار مع وليد جاء قبل نحو يومين من محاولة «اغتيال» الرئيس علي عبدالله صالح، على هامش زيارة له خاطفة إلى العاصمة السعودية الرياض. في ما يأتي نص الحوار. تناقلت وكالات الأنباء أن ابن لادن قُتل في غرفة نومه مع «أمل السادة»... فمن هي؟ - هي أمل بنت أحمد بن عبدالفتاح بن عبدالجبار بن عبدالدائم السادة، وهي من عائلة «المناصير» الذين ينتسبون إلى منصور بن عبد الله الشريف، المقبور في الطائف. وجدّها عبدالدائم كان مرجعاً دينياً معروفاً على مستوى الأزهر أيام حكم «الأئمة» في اليمن. وكيف كانت نشأتها؟ - نشأتها طبيعية، فهي مثل كثير من أبناء اليمن، ولدت في قرية «الجرافة» من ريف محافظة «إب»، ولأن والدها كان يعمل في مصنع للنسيج في صنعاء، ووالدي أنا يعمل مغترباً في السعودية، تربينا معاً في كنف جدنا عبدالفتاح. على هذا أنت ابن عمها، وليس شقيقها كما قيل من قبل؟! - أنا أقرب إليها من أشقائها، فأنا وإياها تربينا في منزل واحد، كما أنها أختي من الرضاعة. لهذا تنازلت عنها لابن لادن؟! - (ضاحكاً) تلك قصة أخرى، سنأتي عليها. وكيف كانت حياتكما في ذلك الوقت؟ - حياة عادية جداً، إلا أنه بعد فترة طلق عمي أمها، وهي نورية بنت صوفة، من قبائل الجوف، ولم تتزوج بعده. أما عمي فله زوجتان أخريان غير أم أمل. قلت لها: التاريخ المطبخ! وفي حياتك أنت وإياها وأثناء دراستها... هل لاحظت في حياتها ما يُعد لافتاً؟ - هي إنسانة عادية، درست في الكتاتيب ولم تكمل دراستها، لكنها بين الحين والآخر تردد بأنها ستدخل التاريخ منذ أن كانت صغيرة، وذات مرة ضحكت عليها فقلت لها: تاريخك المطبخ! ثم ردت عليّ مازحة: يعني التاريخ حكر عليكم فقط أنتم الرجال؟ فقلت في نفسي من دون تعليم ولا دراسة ولا أي مقومات تُذكر، كيف ستدخلين التاريخ. قطعاً إنك ابنة عمي تحلمين! هل أفهم من هذا، أن رضاها بابن لادن كان تحدياً لك، لتثبت لك أنها ستدخل التاريخ ولو من «بوابة» أفغانستان؟ - لا أتوقع ذلك، هي نسيت الأمر في تقديري، لكني بالفعل تذكرت حديثها الماضي لي بعد أن أصبحت حديث وسائل الإعلام. وكيف تزوجها ابن لادن، والحال ما ذكرت؟ - قصة زواجها بابن لادن أحياناً تستطيع أن تقول طبيعية، وأحياناً تقول إنها أشبه بالخرافة. فنحن عندما انتقلنا إلى بيتنا الجديد في المدينة، حيث كان أبي «عاقل الحارة»، تعرف عليه رجل يُدعى محمد البعني، وبعد حين خطب إليه إحدى بنات عمي، التي تكبر أمل. لكن المفاجأة أن الرجل الصالح الكتوم والحذر، في الوقت الذي كان معنا تربطه علاقة بابن لادن من حيث لا ندري. وما الحكاية؟ - الحكاية، أن البعني عندما تزوج بابنة عمي سافر إلى أفغانستان فيما علمنا بعد، فلما رآه ابن لادن أعجب بحاله وارتياحه فسأله: لماذا تأخرت عني، تبدو سعيداً؟ فأجابه بأنه تزوج من بيت السادة امرأة طيبة، أسعدته كثيراً. سكت ابن لادن وانتهى الموضوع عند ذلك الحد، إلا أنه فيما بدا أغوته فكرة الزواج بأخت المرأة التي سمع مديحها من فيه زوجها. وكيف استطاع الوصول إلى مراده؟ - ابن لادن عندما استهواه الموضوع لم يكلم البعني مباشرة، وإنما كلم شخصاً آخر اسمه رشاد محمد سعيد، وقال له: «شف لي امرأة من بيت السادة!» سأله سعيد: وما يدريك أن لدى تلك الأسرة امرأة مناسبة؟ فلم يطل معه الحديث وقال له: «أنت فقط ابحث»، وما كان سعيد يعلم بالتفاصيل السابقة مع البعني. لم يكن ليرفض لصديقه طلباً فتوجه إلى اليمن في عام 1999 من القرن الماضي، ولما سأل عن الأمر، فهم خيوط اللعبة، وفاتحوا أم البنت في بداية الأمر في خطبة أمل، لكنهم لم يكونوا يصرحون باسم الخاطب، فعندما سألتهم هي وعمي وجميع من لهم علاقة بالأمر، كانوا يقولون: «تاجر حضرمي». ولما بدأ الموضوع يتطور إلى إجراءات زواج حقيقية بعد الموافقة المبدئية، يرددون أن اسمه: أسامة بن محمد بن عوض بن لادن. ولم يكن ابن لادن في ذلك الوقت شخصاً معروفاً كما هو بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر)، فمرّ الاسم من دون أن يثير شك أحد، ولا سيما البنت التي رضيت بنصيبها وقالت: على بركة الله، بعد ما شاورها والدها. لم يكن غشاً صريحاً! على هذا كان الزواج غشاً في بداية الأمر، ولم يخبروها بأنه ابن لادن المجاهد أو الإرهابي في ذلك الوقت، بعد أحداث نيروبي ودار السلام؟ - لم يكن عندها لا تلفزيون ولا إنترنت، ولا اطلاع على الصحافة، وربما رشاد أوضح لها الأمر لكنها قطعاً لم تستوعبه، كونها فتاة صغيرة، تستهويها المغامرة. هكذا أعتقد أنا. وماذا عن الكبار سواها؟! - لا أدري كيف تم تمرير الموضوع، لكني سأحدثك عما حصل، فهم أقاموا حفلة صغيرة، حضرها عدد محدود جداً من أفراد العائلة في بيت أبي، إلا أن أحداً من الحاضرين قطعاً لم يكن يعرف أنها زوجة ابن لادن المعروف، فهم فيما يقولون للناس تزوجت تاجراً من حضرموت. وأنت كنت من الحاضرين؟ - لا، في الواقع كنت أعمل في صنعاء يومها، إلى جانب دراستي في الجامعة. غير أنهم بعد إتمام مراسم الزواج، تولى البعني ورشاد ترتيب سفرها، وأخذوا معها أختها لتؤنسها في السفر، وتطمئن على شؤونها. وفي طريقهم أنزلوا أمل في صنعاء عند عمتي، وهي إنسانة عادية كبيرة في السن «مسكينة»، لم تكن تهتم بتفاصيل الأمور. الحاصل أنني زرتها بعد غياب، فقالت لي يا ابني أين كنت؟ ابنة عمك انتظرتك لتأتي وتسلم عليك. يا للحسرة، ذهبت ولم ترها. كانت مشتاقة إلى لقياك قبل أن تسافر! لحظة الصدمة الأولى وأنت لم تعلم بزواجها من قبل؟ - كنت أعلم، ولكني لم أهتم بالتفاصيل، ولم أكن أتوقع أن القصة بهذا الحجم. وبأي شيء أخبرتك عمتك؟ - قالت لي: ابنة عمك ذهبت وسافرت. جاءها (أبو الفداء) وأخذها معه إلى «أفعانستان» ولم تكن تحسن نطق أفغانستان، فكانت تبدل الغين عيناً. هنا استجمعت أفكاري، فقد بدأت لتوي أهتم بالشأن الإعلامي، فقلت لها يا عمتي: أبو الفداء هذا شخص إرهابي، وكان اسمه يتردد في ذلك الوقت، ولم يكن في حقيقة الأمر إلا رشاد محمد سعيد الذي تحدثنا عنه. فردت عليّ عمتي: يا ابني كلكم يقولون عنكم إرهابيون. هو شخص لطيف. ثم جعلت تدعو لابنة أخيها. وأنا حتى في ذلك الوقت لم أكن أتخيل أنها ذهبت لتكون زوجة لابن لادن، وإنما قلت ربما مضت إلى أحد التجار الحضرميين المنتشرين في كل بقاع الأرض، في أفغانستان وغيرها. ومتى عرفت أنها تزوجت بابن لادن تحديداً؟ - عرفت بعد نحو عام، عندما أنجبت ابنتها صفية، وقبيل تفجير المدمرة «كول»، فكان هناك ما يشبه التكتيم من جانب أنصار ابن لادن للحيلولة دون معرفتنا بالأمر. لكن اللغز انكشف عندما استدعوا عمي ليرى حفيدته، ربما بطلب من أمل. رحلة إلى حفيدة بن لادن وماذا حدث، هل وافق على الذهاب بالفعل؟ - نعم، ذهب عمي إلى دبي ثم إلى باكستانفأفغانستان، وكل ذلك بالتنسيق مع أنصار ابن لادن، ولكنهم ضيقوا عليه بما أزعجه كثيراً، فذكر لي أنهم أبقوه في باكستان أسابيع، ولاحظ أن أشخاصاً يترددون عليه ولا يغيبون عنه حتى يظهرون مجدداً منذ وجوده في صنعاء حتى باكستان، فلما فهم أنه مراقب من جانبهم، جاءه رسل ابن لادن المكشوفون، فقال لهم: قولوا لصاحبكم، لماذا كل هذا التعامل السيئ، أنا جئت لأرى ابنتي، ماذا تريدون مني؟ وعندها حاولوا احتواء الموقف، وقالوا له: نحن نؤمّن سلامتك، فهناك مخابرات يمنية تتابعك منذ أن سافرت، ونحن نحميك. ولكن بعد هذا الاستياء أوصلوه بسرعة إلى أفغانستان، وبعد رحلة مثيرة، بين القرى والسراديب، والكهوف والخيم، أوصلوه للباب الذي تسكنه ابنته في خيمة قابعة تحت كهف ضخم. وماذا وجد في الكهف؟ - بحسب ما قال لي، وجد ابنته بشوشة مطمئنة سعيدة، وسألها عما إذا كانت مرتاحة، فقالت إنها على أحسن حال. فقال لها أهم شيء أن تكوني مرتاحة، كأنه لا يصدق زعمها. وجاء ابن لادن في اليوم الثاني وطرق الباب وحده ودخل المنزل، وجعل يشكره قائلاً: أنا أشكرك على هذه التربية العظيمة. لم أتوقع تربية كهذه. جاءت على ما في نفسي. ودائماً يردد لعمي هذه الكلمات. ماذا كان يقصد، هل كانت أمل مذهلة إلى هذا الحد؟ - كانت عادية كما أخبرتك من قبل، متوسطة الجمال. ربما لأنه ما كان يتوقع أن فتاة صغيرة في مثل سن أمل ستوافق عندما تعلم بالبقاء معه في الحياة التي كان يعيشها. المهم أن عمي روى لي هذه القصة كما رويتها لك. وماذا روى لكم غير ذلك؟ - روى لنا أشياء عدة، من بينها أن ابن لادن كان حذراً جداً، ومعه السلاح طوال الوقت، وكأنه يشك في أن عمي أرسل جاسوساً عليه، فلم يكن مطمئناً، وهو ما أثار غضب عمي، فقال له: كيف تتوقع أن أضر بنتي وآتي لاستهدافها؟ فكأن عمي لم يرتح لهذا الحذر، فحاول ابن لادن تخفيف الأمر عليه، وقال له: المشكلة يا عم أن العرب يبيعونك بلا ثمن، لو باعوك بثمن لكان الأمر أهون، لكنهم حتى الثمن لا يقبضونه. وحدثه عن محاولات التنصت والاغتيالات التي تعرض لها مرات كثيرة. وعمك ألم تحدثه نفسه بالبقاء معهم، أو أخذ ابنته؟ - أعتقد بأنه كان يسر في نفسه أن يعرض عليها العودة معه إن هي راغبة، لكن لما رآها مرتاحة لم يعرض عليها الأمر، أما البقاء معهم فإنه مستحيل عند عمي فقد عرض عليه ابن لادن الزواج ليبقى فقال له: أنا جئت لأرى ابنتي وليس للزواج. ومرة ألحّت عليه ابنته في الفكرة وقالت له: ألا تريد أن نستشهد في سبيل الله أنا وأنت؟ فرد عليها أبوها: استشهدوا أنتم، أنا تركت الجهال (الصبيان)، أطفالي يحتاجون إليّ. بعد ذلك بوقت سريع سافر عمي، لما رأى طمعهم في حبسه عندهم، ولكن اللافت أن عمي قال لي: إن ابن لادن رغم تقشفه كان يذبح له كل يوم «ثور» ويؤكله بيده، ويردد له عبارته السابقة: أشكرك على هذه التربية. لا تبالغ، ثور واحد يكفي لشهر، فكيف يذبح يومياً ثوراً ؟! - هذا ما قال لي عمي، وهو شخص لا يقول إلا ما رأى وشاهد. «كول» كشفت السر! عاد عمك إلى اليمن بسلام؟ - نعم عاد إلينا بسلام، لكن بعد أن تم تفجير المدمرة «كول» في عام ألفين، بدأ الحديث عن ابن لادن يأخذ بُعداً جديداً في اليمن، وأصبح اليمنيون يسألون عن عائلتنا التي تزوج ابن لادن بابنتها، وقابل رجال الأمن والدي، وبدأ المحافظ يهتم به ويرشحه في انتخابات المحافظة! وبعد فترة ذهبوا إلى عمي أحمد وحبسوه يومين في الأمن السياسي وحققوا معه، وسألوه: لماذا زوجت ابن لادن؟ فأخبرهم بأنه زواج عادي، ولم يكن له أي معرفة بأهداف الرجل أو أفكاره. بعد يومين أطلقوا سراحه وأكدوا له أنهم لم يجدوا له أي علاقة بابن لادن، ولكنهم طلبوا منه أن يبلغهم إن اتصلت به ابنته بعد ذلك! ونحن من جانبنا قمنا بالاتصال بالمسؤولين في الحكومة اليمنية وقابلنا الشيخ عبدالله الأحمر، فقال لنا: الأمر عادي جداً، أنتم زوجتم شخصاً مثل غيركم، ولا تزر وازرة وزر أخرى، وأنتم عائلة معروفة، وفخر لابن لادن أن يتزوج منكم. وكيف تلقت عائلتكم نبأ شيوع خبر مناسبتهم لابن لادن؟ - عائلتنا انقسمت إلى فريقين، فريق ضج وتذمر، ويقول: لماذا وضعتمونا مع هذا الإرهابي في سلة واحدة؟ فكأنهم لاموا عائلتي على موافقتها على تزويجه. وقسم آخر أقل كانوا فخورين، لأن الرجل صنع حوله هالة ونوعاً من الكاريزما، على اعتباره يناهض الوجود الأميركي في الوطن العربي، بحسب ما يسمعون في الإعلام. وبعد ذلك انقطع اتصالنا بأمل وزوجها كلياً حتى سمعنا بخبر مقتله أخيراً في وسائل الإعلام. وكيف تلقيتموه؟ - كانت الغالبية في بداية الأمر تشكك، لأنهم لم يتوقعوا أن يقتل ابن لادن بهذه السهولة، وأن يكون يعيش في بيت فاره كالذي قتل فيه أو أن يكون وحده ولم يجد من يدافع عنه إلا امرأة. لكنهم في الوقت نفسه افتخروا بأن ابنتهم كانت وفية وشريفة وشجاعة دافعت عن زوجها وقاومت كما روى الأميركيون. لهذا نرفض «مناسبة» صالح أنتم تحدثتم عن خطواتكم لاستعادة أمل من قبل، وهي مسألة وقت فيما فهمنا فقط، ولكن ماذا سيكون مصيرها بعد عودتها؟ - نعم، نحن نقوم بكل ما نستطيع من أجل استعادة أختنا وابنتها، أما مصيرها حين تعود إلى اليمن فستجلس في بيتها ولن تقابل أحداً ولن يقابلها، وحتى لو خطبت لا أتوقع أنها ستقبل بالزواج بعد أسامة، حتى لو جاءها الخطاب. حياتها ستكون طبيعية. هناك من سيحاول استغلالها، لكن نحن لو خطبها عبدالله صالح سنرفض. لماذا، هل لأنك متأكد أنه لن يفكر فيها بطبيعة الحال؟ - لأنه أصبح في حكم المنتهي. وهي لن ترضى به، ولأنه لم يهتم ببيت السادة أولاً، ولأنه كذلك لم يهتم حتى اللحظة بمواطنة يمنية، فنحن ضد أسامة وفكره في استهداف الأبرياء في كل مكان، ولكن بحكم أننا أنسابه فسنذكُره بكل خير. هذا واجبنا. ومن يكون ابن لادنا حتى لا تتزوج نساؤه، بحسب علمنا هذه خصوصية الأنبياء فقط؟ - لست أعني هذا الجانب، إنما كان قولي يعتمد على معرفتي الوثيقة بأمل وعائلتها، فأمها مثلاً طلقها عمي وهي لم تزل امرأة صغيرة، ولكنها لم تتزوج حتى اليوم، وأعتقد بأن أمل ستكون كذلك. بما أنك صحافي وناشط سياسي... كيف ترى اتجاه الأمور في اليمن؟ - نحن في اليمن ضد عبدالله صالح، وضد عائلة الأحمر أيضاً، نحن نريد حكماً رشيداً، ونخشى من الانجرار إلى «فتنة». اليمن أنهك كثيراً، ويحتاج إلى إنقاذ.