كشف اللقاء العلمي الرابع والعشرين لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية أمس، الذي حمل عنوان: (التأهب الوراثي والاستجابة للعلاج الكيميائي لدى مرضى سرطان الدم والمبيض وعنق الرحم)، أن سرطان عنق الرحم يعتبر ثاني أكثر الأورام شيوعاً لدى النساء بعد سرطان الثدي، وسرطان المبيض يأتي في المرتبة السادسة، معلقاً مسؤولية كبيرة على التأخر في الكشف عن تلك الأمراض، ومقللاً من دور زواج الأقارب في تزايد نسب الإصابة بها. من جانبه، أكد نائب رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية لدعم البحث العلمي الدكتور عبدالله الرشيد خلال اللقاء العلمي للمدينة أمس أن نسبة دعم الأبحاث العلمية في المجالات الطبية بلغت 30 في المئة من إجمالي الدعم المادي لمنح البحوث، مشيراً إلى دعم المملكة ل«العلوم والتقنية» بموازنة بلغت ثمانية بلايين ريال منذ العام الماضي ولمدة خمس سنوات. ولفت إلى أن كثيراً من نتائج هذه البحوث أسهمت في تطوير المجال الطبي في السعودية، وأن هذه اللقاءات العملية تزود الباحثين والمختصين في هذا المجال بآخر النتائج والدراسات، والمشاركة في مناقشتها وتطويرها. إلى ذلك، ناقش اللقاء ثلاثة أبحاث دعمتها المدينة في مجال أمراض السرطان وطرق علاجها، بمشاركة عدد من المختصين المحليين في هذا المجال، من خلال ثلاث محاضرات، الأولى عرف من خلالها الدكتور غازي بن عطية الصبيح سرطان عنق الرحم وكيفية نشوئه والأعراض الناتجة عنه، إضافة إلى مراحل نموه وطرق علاجه المتوافرة حالياً، مشيراً إلى أن أهمية البحث تكمن في قلة نسبة النساء المسلمات المصابات بفيروس التورم الحليمي، وبسرطان عنق الرحم، ما يدعو إلى البحث عن أسباب الفوارق التي تعود غالباً إلى اختلافات بيئية وثقافية ووراثية. وبين أنه يحتل المرتبة الثانية في الدول النامية والسابعة في الدول المتقدمة، بينما نسبته في السعودية 3.4 في المئة من الحالات المشخصة، مشيراً إلى أهمية اتخاذ إجراءات وقائية كالكشف المبكر بفحص مسحة عنق الرحم وفحص الحمض النووي الفيروسي ونمطه الجيني، والتلقيح ضد الإصابة بفيروس التورم الحليمي، إضافة إلى إمكان تداخل عوامل وراثية لدى بعض المريضات. وجاءت المحاضرة الثانية بعنوان (دراسة تفصيلية لخواص سرطان المبيض في المرأة السعودية)، إذ أوضح فيها الدكتور إسماعيل البدوي أن هذا النوع من السرطان يحتل المرتبة السادسة بين نساء المملكة، وكثيراً ما تشخص المريضات في مراحل متأخرة من المرض، ما يؤدي إلى تقليل فرص العلاج، مبيناً قلة تأثير زواج الأقارب في انتشار الأمراض السرطانية بين المرضى. وأشار الدكتور فارس العنزي في المحاضرة الثالثة التي حملت عنوان: (الأساسيات الخلوية والجزئية لسرطان الدم واستجابته للعلاج)، إلى أن سرطان الدم المزمن من الأمراض المرتبطة بزيادة معدل تكاثر خلايا الدم البيضاء، كما لوحظ فيه زيادة عدد خلايا الجذع وعدم قدرتها على الالتصاق فيما بينها، إلا إنه بعد المعالجة الكيميائية تعود إلى وضعها الطبيعي، مفيداً أن هذا المشروع يتوقع منه أن يوفر معلومات أفضل عن كيفية استعمال العلاج الجيني، وخصوصاً في ما يتعلق بمرضى سرطان الدم المزمن.