في الأمسية التي أحياها الشاعر إبراهيم طالع في نادي جدة الأدبي مساء الثلثاء الماضي حضر الموروث الغني بهويته القروية المصحوبة بأهازيج الجبال والوديان التهامية، وجاءت قصائد الشاعر طالع مشبعة بالهوية والثقافة المكانية التي تجلت في مفردات وصور المكان، معبرا عن رؤيته للثقافة والكتابة، إذ رأى أن الكتابة شكلية في هويتها، فقرر منذ البداية الغوص في عمق الحياة، لتكون رافده الثقافي الذي شكل هويته وفلسفته الأدبية، فكان أول إصداراته «الغوص إلى الداخل». ورحب في بداية الأمسية رئيس منتدى عبقر الشاعر عبدالعزيز الشريف بضيف الأمسية، وبدأت الأمسية بعرض مرئي عن مسيرة طالع من إعداد عضو المنتدى الشاعر خالد الكديسي، مصحوبا بتعليق صوتي للدكتور يحي الزبيدي، فيما أدار الأمسية الدكتور يوسف العارف الذي قدم قراءة نقدية في تجربة طالع الأدبية. وجاءت أولى المداخلات من زوجة الشاعر إبراهيم طالع مهدية دحماني التي وصفته بالأسطورة التي أدهشها. وعقب الدكتور أحمد قران في مداخلته بأنه تربطه بطالع عاطفة لا يجدها إلا في أبنائه، وعد طالع أنموذجا للإنسان والمثقف في بذله وكرمه وتواضعه إبان لقاءاته الأولى به واستماعه لقصائد قران الأولى وقبل إصدار دواوينه. ووصف الدكتور فهد الشريف تجربة طالع بأنها ظاهرة ثقافية أثرت في المشهد الثقافي، وقال إن وصف شاعر لا يتناسب مع نتاج طالع، إذ إنه لا يراه شاعراً انطباعياً بل صانعاً للشعر يعمل فكره وثقافته في قصائده، ليعقب طالع على ذلك بأن أصل اللسان العربي كان في الجزيرة العربية غير أنه لم يخرج منها نحوياً لتعود اللغة إليها مكتوبة من خارجها على يد النحويين. وفي ختام الأمسية وقع الشاعر مجموعته الكاملة «أغاريد التهامي» الصادرة حديثاً عن نادي الباحة الأدبي وسط حضور عدد من المثقفين والشعراء.