أطلقت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) «الجائزة العربية الكبرى للتراث» التي تُعنى بالتراث العربي الذي تعتبره المنظمة رمزاً للذات، ومكوناً أساسياً من مكونات الهويّة. وستمنح الجائزة الجديدة مرة كل سنتين. ورداً على سؤال ل «الحياة» حول تفكير المنظمة في جائزة للتراث العربي في هذا الوقت بالذات، يؤكد المنظمون أنّ الجائزة الجديدة تندرج ضمن رؤية المدير العام الجديد محمد العزيز بن عاشور الذي يسعى إلى إنشاء إدارة، في صلب المنظمة، تُعنى بالتراث وتكون مستقلّة عن الإدارات الثقافية والتربوية والعلمية. وتمت الموافقة على المشروع في مؤتمر المنظمة الأخير، في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وفعلاً تأسست إدارة التراث، ولو أن هيكليتها الإدارية لم تنجز تماماً بعد. وتأتي الجائزة كنشاط أول لتفعيل عمل إدارة التراث في المنظمة. وتتضمن الرؤية الجديدة للمنظمة عدداً من المشاريع، بعضها أنجز، مثل برامج تشجيع ودعم الإبداع في العلوم والآداب، ودعم اللغة العربية على الإنترنت من خلال البرمجية العربية «الخليل الصرفي»، فضلاً عن مشاريع مستقبليّة تخصص التراث بعناية مستقلة عن عموم النشاطات الثقافية. وتقبل، في المسابقة، البحوث والمشاريع والأعمال المنجزة في مجالات الحفاظ على التراث (المسح الأثري، الجرد، التوثيق،...) إضافة إلى الصيانة والترميم والإحياء والتثمين، بما في ذلك إحياء صنعة تقليدية في البناء والزخرفة، وغيرھما من مجالات التراث المعماري. ومن المشاريع المعنية بالاشتراك تلك التي تظهر استخدام التقنيات والأساليب العلمية الحديثة في التنقيب عن الآثار ومسحها، وعمليات الحفظ والترميم والإحياء والعرض المتحفي، إلى جانب التعليم والتدريب والتوعية على أهمية التراث والتعريف به ونشره عبر مختلف وسائل الاتصال العصرية والمكتوبة. وينال الفائز بالجائزة الجديدة مكافأة مالية قدرها 50 ألف دولار، إضافة إلى وسام وشهادة تقدير. وتعدّ المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، للمؤتمر العربي للتراث في تونس، خلال تموز (يوليو) المقبل، فضلاً عن الإعداد للمؤتمر العالمي في عاصمة عربية لم تُحدّد بعد. وتتبع المنظمة، التي تأسست عام 1970 جامعة الدول العربية، وموازنتها لسنة 2011-2012 تبلغ 23 مليون دولار.