اعتبر أكاديمي، ظاهرة نفوق الأسماك وانخفاض في معدلات صيد الأسماك في سواحل الخليج الربي، «جرس إنذار أولي على بداية التردي البيئي، ويجب الانتباه إليه، واخذ الإجراءات الوقائية له». وأكد الأستاذ المشارك في قسم الكيمياء في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور أسعد الذكير، أن هناك «أنواعاً من الملوثات تؤثر على البيئة البحرية والثروة السمكية، وتعتبر من الملوثات ذات الأولوية، وهي ذات تأثير خطير على البيئة البحرية والكائنات البحرية». وأضاف الذكير أن هذه الملوثات «تُشكل خطراً كبيراً لناحية بقائها بصورة طويلة، إضافة إلى قابلية تجمعها في أجسام الكائنات البحرية المختلفة من خلال السلسلة الغذائية. وتعتبر خصائص هذه الملوثات من أهم عوامل إدراجها في لوائح عالمية». وأكد في محاضرة ألقاها في منتدى «القطيف الثقافي»، على ضرورة «معرفة مصادر التلوث، والتي يمكن تحديدها استناداً إلى موقعها من البيئة البحرية، وهذه المصادر يمكن تقسيمها إلى مصادر ذات ارتباط في الأرض، ومصادر ذات ارتباط في البحر، إضافة إلى مصادر أخرى متعددة، تشمل بعض التلوثات نتيجة رمي المخلفات من قبل السفن». وأوضح خلال المحاضرة التي شهدت حضور مهتمين في البيئة، ان البيئة البحرية في دول الجزيرة العربية، متمثلة في سواحل الخليج العربي والبحر الأحمر «تتعرض إلى مخاطر عدة، منها التلوث بالنفط، وأخرى ناجمة عن المخلفات الصناعية، والتلوث بمياه المجاري غير المُعالجة، إضافة إلى تغيير البيئة البحرية وما يصاحبها من عمليات الردم، وتغيير طبيعة السواحل». وقال «خلال العقدين الماضيين، فإن أولويات هذه المخاطر على الشواطئ السعودية تغيرت، بحسب المعطيات الناجمة من التغيرات الحاصلة في ذلك الوقت، فمثلاً في شواطئ الخليج العربي في الفترة بين 1983 إلى 1991، كان التلوث النفطي هو الخطر الرئيس في تلك الفترة. وإذا نظرنا الآن، إلى البيئة البحرية للخليج العربي والبحر الأحمر، وبناء على المعطيات البيئية الراهنة، نجد أن أهمية خطر التلوث النفطي قلت مقارنة في الإخطار المتمثلة في التغيرات البيئية الناجمة عن عمليات الردم، والتي ما زالت مستمرة، على رغم إصدار قوانين بيئية، نظراً إلى كون تلك المناطق في طور التوسع العمراني، لاسيما تلك المناطق المجاورة للسواحل». واعتبر أن خطر التلوث بمياه الصرف الصحي «خطر يهدد البيئة البحرية وصحة الإنسان في المرتبة الأولى، إذ تتأثر الأسماك بصورة عامة من خلال تواجد الملوثات في البيئة التي تعيش فيها، إذ ان الأسماك تُشكل جزءاً مهماً من الهرم الغذائي». وأشار إلى أن من أهم الملوثات المعدنية هو «الرصاص إذ أن تواجده بصورة عالية في الأسماك يؤدي إلى إصابة الإنسان بعدد من الإمراض، ومنها التخلف العقلي، ونقص خلايا الدم الحمراء، إضافة إلى مضاعفات خطيرة في الجهاز العصبي. أما عنصرا الزئبق والزرنيخ؛ فان تواجدهما يؤدي إلى تلف المخ والجهاز العصبي، إضافة إلى عنصر النيكل الذي يعد وجوده بكميات كبيرة سبباً للإصابة بالسرطان الدماغي والجهاز الهضمي». وأكد الذكير، على أن الحلول المجدية للقضاء على هذه المشاكل هي «وقف مصادر التلوث والتغيرات البيئية، أو الحد منها، وذلك بتطبيق القوانين، إضافة إلى أن عدم وجود الوعي الكافي بالمحافظة على البيئة ما زال يساهم في الأضرار بالبيئة البحرية، إذ أن برامج مراقبة البيئة تعطى أولويات ذات مستوى منخفض، ما يؤدي إلى تفاقم هذه المشاكل». وشهدت المحاضرة في ختامها، أسئلة ومداخلات، إذ أثار رئيس المجلس البلدي لمحافظة القطيف الدكتور رياض المصطفى، المشاكل التي تعاني منها المنطقة بسبب «القضاء على نبات المانغروف، بعد التمدد العمراني. وطرح هذه الأسئلة على عضو مجلس الشورى محمد رضا نصرالله، والذي أوصى بضرورة «إرسالها إلى المجلس، لمناقشتها».