يعد تأمين الانتخابات الرئاسية في مصر تحدياً بارزاً أمام الأجهزة الأمنية، خصوصاً مع اتساع الرقعة الواجب تأمينها، إذ يتجاوز عدد مراكز الاقتراع 15 ألفاً في مدارس توجد غالبيتها في ضواحٍ شعبية ومناطق وعرة جغرافياً، إذ تبرز أهمية «الضربات الاستباقية» التي توجهها أجهزة الأمن ل «خلايا إرهابية» كانت تنوي استهداف العملية الانتخابية، وفق ما قالت السلطات. وسبق أن شهدت لجان انتخابية هجمات إرهابية بعبوات ناسفة، خصوصاً في المحافظات التي توجد فيها تمركزات لجماعة «الإخوان المسلمين»، إذ سجلت محافظة الفيوم (جنوبالقاهرة) انفجار عبوات ناسفة بدائية الصنع بالقرب من لجان خلال انتخابات الرئاسة عام 2014، وانتخابات البرلمان عام 2015، كما استهدف مسلحون فندقاً للقضاة المشرفين على الانتخابات البرلمانية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2015، أسفر عن مقتل قاض وجنود. ومن المتوقع أن تشهد الانتخابات الرئاسية استنفاراً أمنياً، فيما تنشط الأجهزة الأمنية حالياً في توجيه ضربات استباقية إلى أذرع الجماعة المسلحة، فاعتقلت قبل أيام 5 من قيادات «الإخوان» في محافظة الدقهلية (شمال شرق مصر) اتهمتهم وزارة الداخلية بالتخطيط لعنف خلال الانتخابات الرئاسية، ثم اعتقلت 14 من حركة «حسم»، الجناح المُسلح للجماعة، في محافظات كانوا يُعدون مخططاً مماثلاً، وفي نهاية الأسبوع الماضي أوقفت الشرطة نائب رئيس حزب «مصر القوية» محمد القصاص بتهمة «التواصل مع خلايا إخوانية مسلحة لتنفيذ عمليات بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية». واستبعد الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية أحمد بان أي تأثير جوهري للجماعة في المشهد الانتخابي، قائلاً إن «قدراتها التنظيمية لم تعد تمكنها من التأثير في الانتخابات، خصوصاً عبر عمليات عنف، في ظل الخلافات الداخلية للتنظيم»، لافتاً إلى أن «تأثيرها لن يتعدى الدعاية السلبية ضد العملية الانتخابية والتشكيك في جديتها». من جهة أخرى، قررت أحزاب سياسية في مصر تنسيق جهودها لحشد الناخبين في الاقتراع الرئاسي المقرر إجراؤه في آذار (مارس) المقبل، خلال اجتماع ضم 18 حزباً في مقر حزب «الوفد» مساء أول من أمس، لبحث تفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية. وكان لافتاً أن الاجتماع الذي غلبت عليه أحزاب الموالاة شارك فيه رئيس حزب «الإصلاح والتنمية» محمد أنور السادات، وهو أحد أحزاب «الحركة المدنية الديموقراطية» المعارضة. وأعلن رئيس حزب «الوفد» السيد البدوي خلال الاجتماع، تدشين غرفة عمليات في حزب «مستقبل وطن» لتنسيق الجهود حول الانتخابات الرئاسية. ولفت إلى دور يلعبه نواب في مناطقهم لحض المواطنين على المشاركة. ورحب رئيس الهيئة البرلمانية لحزب «النور» الدكتور أحمد خليل بالتنسيق مع الأحزاب لتفعيل الساحة السياسية في مصر، قائلاً ل «الحياة»: «اتفقنا مبدئياً على خطة لحشد الناخبين أمام صناديق الاقتراع، وسيتبع الاجتماع لقاءات أخرى لتقسيم الأدوار وتنسيق العمل في هذا الإطار». في المقابل، نفى محمد السادات تغيير موقفه إزاء الانتخابات الرئاسية. وقال ل «الحياة»: «شاركت في الاجتماع بناء على دعوة من حزب الوفد للبحث في الحياة السياسية في مصر، واتفقنا جميعاً على دعم عمليات الجيش في سيناء، لكن في ما يتعلق بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية تحفظت على ما أجمعت عليه الأحزاب الأخرى، وعبرت عن وجهة نظري إزاءها، ووجهت لوماً إلى تلك الأحزاب حول تعاطيها مع قرار «الجبهة المدنية الديموقراطية» بالمقاطعة، وطالبتهم بالتركيز على مستقبل الحياة السياسية في مصر عقب الانتخابات. إدانة 33 من عناصر «الجماعة» بقتل صحافية عاقبت محكمة جنايات القاهرة أمس، 33 من عناصر جماعة «الإخوان المسلمين»، المصنفة إرهابية في مصر، بالسجن لمدد تتراوح ما بين السجن المؤبد 25 سنة والسجن المشدد 7 سنوات، لإدانتهم بقتل الصحافية ميادة أشرف وطفل وسيدة مسيحية في أحداث العنف التي وقعت في منطقة «عين شمس» في القاهرة في آذار (مارس) من العام 2014. وقضت المحكمة بالسجن المؤبد 25 سنة على 17 متهماً، والسجن المشدد 15 سنة على 9 آخرين، والسجن المشدد 10 سنوات على 4 متهمين، والسجن المشدد 7 سنوات ل 3 آخرين، وبرأت 15 متهماً آخرين. وكشفت تحقيقات النيابة عن قيام قيادات «الإخوان» والتحالف الداعم لها بتأسيس لجان عمليات نوعية تضم مسلحين من تنظيم «الإخوان» لتكون جناحاً عسكرياً للجماعة، بهدف القيام بأعمال عنف.