استبدلت إدارات مرور عقوبة الحجز على مرتكبي المخالفات المرورية بزيارة المنومين في المستشفيات، الذين أقعدتهم الحوادث المرورية على الأسرة البيضاء، وأمضى بعضهم عقوداً عليها. وأحالت «مرور المنطقة الشرقية» 412 مخالفاً خطراً من مرتكبي مخالفات تؤثر في السلامة العامة إلى المستشفيات، لزيارة مقعدي الحوادث من ذوي الإقامة الدائمة فيها، وكذلك مركز إعادة التأهيل في مستشفى الظهران المركزي، وتقديم العناية لهم والاستماع إلى قصصهم. فيما ألحقت إدارة المرور في منطقة نجران مرتكبي المخالفات المرورية الموقوفين في برنامج الخدمة الاجتماعية في مستشفى الملك خالد، وأحيل المخالفون في محافظة القريات إلى برنامج الخدمة الاجتماعية في مستشفى القريات العام، لتقديم المساعدة لمصابي الحوادث، والاستماع إلى مآسيهم. وقال المدير العام لمستشفى الملك فهد الجامعي في الخبر الدكتور محمد الشهراني: «إن هذه الخطوة هي إحدى الخطوات المؤثرة عفي المخالف، حين يشاهد من قرب الإصابات التي تعرض لها المنومون في المستشفى، ومنهم من تمتد مدة علاجه إلى سنوات، إثر حوادث مرورية لم يلتزموا فيها قواعد السلامة المرورية، ما يؤثر إيجاباً في تغيير سلوك مرتكبي هذه المخالفات، وخصوصاً فئة الشباب، وزيادة الوعي المروري لديهم». من جانبه، أكد مدير مرور الخبر العقيد جهاد محمد المجحد أن هذه الزيارة تأتي امتداداً للنتائج الايجابية الملموسة، والتي تحققت من خلال برنامج بدأت فيه إدارة مرور المنطقة الشرقية، لافتاً إلى أنه يجري التنسيق مع مستشفى الملك فهد الجامعي والمديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية، للتوسع في إرسال عدد أكبر من المخالفين إلى مراكز إعادة التأهيل في محافظات المنطقة كافة، وذلك حرصاً على حماية مستخدمي الطريق وحماية للمخالفين أنفسهم من العودة إلى ارتكاب المخالفات الخطرة، والتي قد تكون سبباً في وقوع عدد من الحوادث الجسيمة، وستكون هناك زيارات مقبلة للمستشفى. بدوره، ذكر المدير الطبي في المستشفى الجامعي الدكتور ياسر الجهني أن المستشفى استعد مبكراً لاستقبال المخالفين، وتحديد الدور الذي يرقد فيه مصابو الحوادث المرورية، وتم عمل جولة لهم على المرضى، ومنهم من قدم لهم النصح، ومنهم من كان في غيبوبة تامة، ما أصاب المخالفين بالذهول من الآثار المترتبة على المخالفات، مضيفاً أن الزيارة شملت مرضى منومين على فترات متفاوتة، فبعضهم يمكث في المستشفى منذ 1573 يوماً، وآخر 103 أيام، أو 50 يوماً، وإحدى الحالات من عام 2012، ما كان له وقعه في نفوس المخالفين. وأسهمت الحوادث المرورية في ارتفاع عدد الحالات التي ترد إلى مراكز وأقسام التأهيل الطبي في وزارة الصحة، والتي بلغت 877 ألف حالة. وكشفت الوزارة أن غالبية هذه الحالات لأجل العلاج الطبيعي بنسبة 86 في المئة، وغالبيتهم تعرضوا لحوادث المرور. في حين شكلت الحالات الإسعافية بسبب الأمراض 85 في المئة من مجموع الحالات الإسعافية، التي تم نقلها من طريق الهيئة العامة للهلال الأحمر السعودي خلال العام الماضي، في حين بلغت نسبة الحالات الناجمة عن حوادث السيارات والطرق 31 في المئة. وكشفت إحصاءات حديثة أن 30 في المئة من الحالات المنومة في المستشفيات من مصابي الحوادث، و72 في المئة من ضحايا الحوادث المرورية من الشباب، ويصل المعدل اليومي إلى أكثر من 20 حالة وفاة وحوالى 35 إعاقة و1400 حادثة مرورية، و40 ألف مصاب سنوياً، وبلغ إجمالي عدد الوفيات في المملكة عام 2016، بسبب الحوادث حوالى 9031 شخصاً، يشكلون 12.9 في المئة من إجمالي وفيات المملكة في العام نفسه، البالغ عددهم 70 ألف حالة، بحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء. وأظهرت البيانات أن إجمالي عدد الوفيات المرورية ارتفع من 518795 في الفترة من 2007 حتى 2015 إلى 53338 عام 2016، بنسبة زيادة بلغت 2.8 في المئة، وتعتبر نسبة الزيادة في وفيات الحوادث المرورية خلال عام 2016 هي أعلى نسبة زيادة تحدث خلال الأعوام العشرة الماضية.