أكد وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعهم في القاهرة أمس، رفض أي صفقة أو مبادرة لحل الصراع لا تنسجم مع المرجعيات الدولية لعملية السلام. وشددوا على أن الاعتراف بإسرائيل يجب أن يسبقه إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967 واعترافها بدولة فلسطين عاصمتها القدسالشرقية. وكان مجلس الجامعة العربية عقد أمس اجتماعاً غير عادي على مستوى وزراء الخارجية للبحث في تداعيات القرار الأميركي الاعتراف بالقدس «عاصمة لإسرائيل». وقال الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط إن الدول العربية تقف «صفاً واحداً متراصاً في مواجهة أي محاولة لتصفية القضية الفلسطينية أو الافتئات عليها، أو تمييعها عبر المصادرة المُسبقة على قضايا الحل النهائي». معتبراً الاجتماع «فُرصة لإعادة تقييم الوضع، والوقوف على مستجداته». وأشار إلى أن الزخم الذي تحقق على الصعيد الدولي «يُمثل أرضيةً يتعين البناء عليها، بتوسيع دائرة الرفض الدولي للقرار الأميركي، وحشد التأييد للاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية». وأعلن الوزراء خلال الاجتماع تبني توجه فلسطين للحصول على العضوية الكاملة للأمم المتحدة والعمل على حشد التأييد الدولي لهذا التوجه، كما شددوا على رفض وإدانة محاولات إنهاء دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» من خلال الحملات الإسرائيلية الممنهجة ضدها وتخفيض تمويلها من قبل الإدارة الأميركية، ودعوة المجتمع الدولي إلى الالتزام بتأمين الموارد اللازمة لموازنتها على نحو مستدام يمكنها من مواصلة دورها. وأكد الوزراء أهمية العمل المباشر مع الدول التي لم تعترف بفلسطين لحضها على الاعتراف بدولة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية كأساس لعملية السلام. وشددوا على تمسكهم بالسلام كخيار استراتيجي وحل الصراع العربي- الإسرائيلي وفق مبادرة السلام العربية عام 2002، وأن الاعتراف بإسرائيل يجب أن يسبقه إنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967 واعترافها بدولة فلسطين وإنهاء ضمها لمدينة القدسالشرقية، ورفض أي صفقة أو مبادرة لحل الصراع لا تنسجم مع المرجعيات الدولية لعملية السلام. وكانت لجنة مبادرة السلام العربية عقدت اجتماعاً برئاسة الأردن، وعضوية: السعودية ومصر وفلسطين والبحرين والعراق وتونس والجزائر ولبنان والمغرب، واليمن وقطر إضافة إلى الأمين العام للجامعة. وتشاور أعضاء اللجنة وفقاً لتصريحات الأمين العام المساعد السفير حسام زكي حول مقترحات فلسطينية لتنسيق المواقف والتحركات العربية لمواجهة قرار الإدارة الأميركية. وأكد زكي صعوبة عقد قمة عربية استثنائية، وقال إن القمة العربية العادية اقترب موعد عقدها في العاصمة السعودية الرياض الشهر المقبل. وشدد على أن القضية في غاية الأهمية وهي عبارة عن مواجهة مستمرة، وليست مرة واحدة، وينبغي أن نحسم فيها اختيار أدوات هذه المواجهة وعناصرها. في غضون ذلك، استقبل وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة أمس المفوض العام ل «أونروا» بيير كرينبول. وأوضح الناطق الرسمي باسم الخارجية أحمد أبو زيد أن كرينبول استعرض الوضع المتأزم للوكالة بعد تخفيض المساهمات المالية لعدد من الدول، مشيراً إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سيدعو إلى عقد اجتماع طارئ لمناقشة تدهور الوضع المالي لأونروا خلال الشهر الجاري في جنيف، وأن الوكالة بصدد البحث عن بدائل تمويلية أخرى لسد الفجوة التمويلية التي تواجهها.