دانت دمشق أمس القرارات التي فرضها الاتحاد الاوروبي ضد «سورية وشعبها» يوم امس مع تأكيدها «التمسك التام باستقلالية قرارها الوطني وعزمها على اتمام برامج الإصلاح». ووضعت القرارات ضمن «مخطط» ضد سورية و «مقدمة لترسيخ يهودية اسرائيل»، بعدما استذكرت دور «الاستعمار القديم» في اقامة دولة اسرائيل بعد اتفاق سايكس - بيكو بين دولتي بريطانيا وفرنسا لتقسيم المنطقة العربية. وأفاد «مصدر رسمي، باسم الجمهورية العربية السورية» يوم امس بأن دمشق «تستنكر وتدين القرارات التي صدرت عن الاتحاد الاوروبي ضد سورية وشعبها، في وقت تسعى فيه سورية لحفظ امن البلاد والانخراط في حوار وطني شامل يؤدي الى استكمال خطط الاصلاحات في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وفق البرنامج الزمني الوطني المحدد لها». وتابع المصدر ان قرارات الاتحاد الاوروبي شأنها شأن القرارات التي اصدرتها الولاياتالمتحدة الاميركية «تستهدف بوضوح التدخل السافر في شؤون سورية الداخلية ومحاولة زعزعة امنها والهيمنة على قرارات ومقدرات شعبها في حاضره ومستقبله». وكانت «الوكالة السورية للانباء» (سانا) نقلت عن مصدر رسمي قوله ان فرض واشنطن عقوبات على مسؤولين سوريين تتضمن تجميد أي أموال خاصة بهم في الولاياتالمتحدة وحظر التعامل التجاري معهم داخلها «تخدم مصالح اسرائيل وتساهم في استمرار الازمة في سورية»، لافتاً الى انها «لم ولن تؤثر في القرار المستقل» لدمشق ولا في «انجاز الاصلاح الشامل». وتابع المصدر يوم امس: «لعبت بريطانيا وفرنسا، دولتا الاستعمار القديم وصاحبتا اتفاق سايكس - بيكو، الدور الاساسي في استصدار هذه القرارات غير مكترثين بأمن ومصالح شعب سورية وشعوب المنطقة. ان اتفاق سايكس - بيكو الذي صدر مطلع القرن الماضي، كان توطئة لاقامة اسرائيل، وان ما يخطط له اليوم تجاه سورية، ليس الا مقدمة لترسيخ يهودية اسرائيل وتأمين تفوقها في المنطقة، الامر الذي يدفعنا الى استذكار سياسات الاستعمار القديم التي ناضل شعبنا طويلاً لاسقاطها ولا يزال». واذ اكد المصدر «عزم» سورية على «اتمام برامج الاصلاح»، جدد تمسكها «التام باستقلالية قرارها الوطني وسيادتها التامة وحرصها على امن مواطنيها ومستقبل شعبها، وترى ان اي اجراءات تتخذ ضدها لن تحرفها عن نهجها الوطني والقومي مهما كلفها ذلك من تضحيات». الى ذلك، نقلت «سانا» عن مفتي سورية احمد الحسون قوله امس في حماه وسط البلاد أن سورية «مستهدفة وتواجه مؤامرة للنيل من ثوابتها ومبادئها وزعزعة وحدة شعبها وأمنها. والحفاظ على الوحدة الوطنية وصون أمن الوطن واستقراره ومحاربة المخططات التي تستهدف استقرار سورية وتحاول النيل من منعتها الداخلية، هي مسؤولية كل أفراد المجتمع»، لافتاً الى «خطورة ما يحاك ضد منطقتنا العربية وعالمنا الإسلامي بهدف تفتيت الأمة وإضعافها للسيطرة عليها وتمرير المخططات والمؤامرات المعادية كما حدث في العراق والسودان وليبيا».