ناشد رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابي اللبناني وليد جنبلاط الرئيس السوري بشار الأسد أن «يبادر بسرعة الى اتخاذ الخطوات الكفيلة بتحقيق تغيير جذري». وأكد في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن الحزب «التقدمي الاشتراكي» ينشر اليوم، على «أهميّة إطلاق الحوار مع كل الشرائح والابتعاد من العنف وتنفيس الاحتقان والتوتر من خلال التحقيق الجدي والفوري في الأحداث المتتالية التي تحصل وإطلاق سراح المعتقلين، وإيلاء الإصلاحات الأولوية القصوى للخروج من الأزمة الراهنة»، موضحاً أن مطالبته هذه تأتي «من موقع الحرص على سورية وأمنها القومي ووحدتها الوطنية واستقرارها الداخلي ومناعتها وحصانتها، وحفاظاً على وزنها السياسي في المنطقة ودورها المتقدم في مواجهة مشاريع التفتيت والتقسيم، وفي ظل التحديّات الكبرى التي يمر بها العالم العربي، وفي ظل لحظة سياسية شديدة الحساسيّة في ما يتعلق بالصراع العربي- الإسرائيلي، وحرصاً على استمرار سياسة فك العزلة التي تعرّضت لها سورية بعد عام 2005 ونجحت تدريجاً في تحقيقها». وناشد جنبلاط الرئيس بشار الأسد «وهو يملك من الشجاعة الكثير، وواجه خلال السنوات الماضية ضغوطاً سياسية هائلة واستطاع أن يخرج سورية من الطوق الذي فُرض عليها، أن يبادر بسرعة الى اتخاذ الخطوات الكفيلة بتحقيق تغيير جذري في مقاربة الوضع الراهن والتحديات التي تعيشها سورية، والذهاب الى مقاربة جديدة يتم من خلالها استيعاب المطالب المشروعة وتلبيتها للحيلولة دون انزلاق سورية نحو التشرذم والنزف المستمر كما يتمنى كثيرون»، مجدداً تعازيه ب «كل الشهداء الذين سقطوا، من مدنيين وعسكريين ورجال شرطة، وكلهم من أبناء العائلة السورية الواحدة». وعدد جنبلاط المراحل التي مرت بها علاقته مع سورية، وقال: «ارتبط الحزب التقدمي، وارتبطتُ شخصياً، بسورية على مدى سنوات طويلة شاركنا فيها الكثير من المحطات النضاليّة والسياسيّة المهمة في ظل ظروف في غاية الصعوبة والتعقيد عاشها لبنان والشرق الأوسط والمنطقة العربية. وامتدت هذه الفترة من دون انقطاع منذ عام 1977 وحتى عام 2004 إذ برزت تطورات آنذاك أدّت الى ما سميناه الغربة الى حين المصالحة والمصارحة عام 2010». وأشار الى أن «تلك الحقبة من التعاون الوثيق حفلت بمفاصل تاريخيّة ليس أقلها مواجهة الاحتلال الإسرائيلي لبيروت سنة 1982، ومقاومة هذا الاحتلال وصولاً الى إسقاط اتفاق 17 أيّار، وصولاً الى اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهليّة وحسم هوية لبنان العربية وحدد أسس العلاقات اللبنانية السورية المميزة وأكد أن أمن لبنان من أمن سورية وبالعكس وكرّس، بمشاركة سورية، مرحلة طويلة من الاستقرار السياسي أتاحت إعادة الإعمار والانتعاش الاقتصادي النسبي، وتحقق في ظلالها الكثير من المنجزات الوطنيّة الكبرى وفي طليعتها تحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي». وأكد أن المراحل «من التعاون بيني وبين القيادة السورية تميزت بالثقة المتبادلة والحرص المشترك على تحقيق الأهداف السياسيّة الأساسيّة التي رُسمت. واليوم، وانطلاقاً من هذه الثقة، وفي ظل الظروف الحسّاسة التي تمّر بها سورية، ومع استمرار حال التوتر الداخلي، أؤكد أن الرأي الأنجح لسورية هو الرأي الأصدق، وليس الرأي المتملق والزائف. وسورية تحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، الى الصدق في التعامل والموقف لأنها تمر بمنعطف تاريخي لا تنعكس تداعياته على وضعها الداخلي فحسب، بل تمتد الى لبنان والمنطقة بأكملها».