أكد وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للثروة الحيوانية عدم توقف الإجراءات الاحترازية لمواجهة مرض «أنفلونزا الطيور» بعد تفشيه أخيراً، في المملكة، حتى الوصول إلى درجة اطمئنان «عالية» في جميع المناطق، واصفاً الوضع الحالي ب«المطمئن». يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان الوزارة عدم تسجيل أية إصابات بأنفلونزا الطيور من نوع H5N8 خلال ال48 ساعة الماضية، وذلك بعد أن شهدت الفترة الماضية تسجيل حالات بشكل يومي في مختلف مناطق المملكة. ووصف وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة للثروة الحيوانية الدكتور حمد البطشان الأوضاع الحالية في المملكة «بالمطمئنة» محذراًَ من إمكان تسجيل إصابات في المناطق التربية والريفية. وقال في تصريح ل«الحياة»: «عملت الوزارة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة على رفع خطة «الطوارئ» في مواجهة مرض «أنفلونزا الطيور» من نوع H5N8، الذي تم تسجيل عدد من الإصابات به أخيراً، في مختلف مناطق المملكة، ما أدى إلى تقليص عدد الإصابات، إذ لم تسجل الوزارة خلال اليومين الماضيين أية إصابة في مختلف مناطق المملكة، وأضاف أن مازال أمامنا عمل للسيطرة على الفايروس. وكشف البطشان عن بدء مرحلة التقصي النشط لكامل مناطق المملكة، مشيراً إلى أن هذه المرحلة، التي تستمر إلى أكثر من أسبوعين، لن تتوقف حتى الوصول إلى درجة اطمئنان عالية على الوضع الصحي في جميع المناطق، مؤكداً أنها ستستمر بشكل دوري كما هي الحال قبل الإصابة. وعن الأوضاع الحالية، قال البطشان: «الوضع مطمئن، ولكن الحذر مطلوب، فأغلب الإصابات في الاستراحات ومناطق التربية الريفية. وأكد البطشان أن الإصابات تم رصدها مع بداية فصل الشتاء، لافتاً إلى أن الفايروس ينشط مع انخفاض درجات البرودة، وأضاف: «فايروس H5N8 ينشط خلال هذه الفترة، ونعول كثيراً على ارتفاع درجة الحرارة». وكشف الإيجاز اليومي لمتابعة حالات الإصابة بأنفلونزا الطيور، الذي تصدره وزارة البيئة والمياه والزراعة، بالتعاون مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، عن تسجيل عدد من الإصابات في مختلف مناطق المملكة، خلال الفترة الماضية، شملت منطقة الدمام، ومحافظة القطيف والعاصمة الرياض، إضافة إلى محافظاتالأفلاج وضرماء وحريملاء والقويعية، كما رصدت الوزارة عدداً من الإصابات في المدينةالمنورة ومحافظة ثادق ووادي الدواسر ومدينة الخرج، فيما سجلت الحالات الثلاث الأخيرة في المزاحمية ورماح. وتواصل وزارة البيئة والمياه والزراعة حملاتها التوعوية في ما يخص مرض أنفلونزا الطيور، وذلك امتداداً لأعمال خطة «الطوارئ»، التي تنفذها الوزارة بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة لمواجهة الفايروس، إذ كشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة عبر حسابها في «تويتر» عن الأنواع المتعددة لمرض أنفلونزا الطيور، وأعراض الطيور المصابة، ومدى خطورة المرض على الإنسان. وأوضحت الوزارة أنه ليس هناك نوعاً واحداً للمرض، إذ ينتمي الفايروس المسبب للمرض لعائلة «أورتوميكسو فيريدي»، الذي يوجد منه ثلاثة أنواع (أ، و، ب، و، ج)، وتتراوح فترة حضانته من ساعات إلى سبعة أيام، إذ يصيب النوع الأول الطيور والإنسان والثدييات. ويُعتبر الدجاج أكثر الطيور حملاً للمرض، على رغم إصابته الطيور البرية والمائية والمهاجرة، إذ ينتقل الفايروس عبر الدول من طريق الطيور المهاجرة، فضلًا عن انتقاله مع العاملين والأدوات المستخدمة في النقل. وتتنوع أعراض المرض بين الطيور ما بين أعراض ظاهرية وتشريحية، تُظهر التشريحية تورماً في العرق والدلايات، ونزيفاً على الساق والأرجل والرأس، ونقطاً نزيفية على أسطح الأعضاء الداخلية، إضافة إلى إفرازات ودم في القصبة الهوائية وتجبُّن في الأكياس الهوائية. فيما تُظهر الأعراض الظاهرية لأنفلونزا الطيور عالية الضراوة، وتسبب انخفاض حيوية الطائر، وانخفاض معدل استهلاك العلف، وإنتاج البيض، ونفوق قد يصل إلى 100 في المئة، تصاحبه أعراض تنفسية وعصبية شديدة. كما يُسبب أنفلونزا الطيور منخفض الضراوة أعراضاً طفيفة على الطيور المصابة، تزداد شدتها في حال وجود إصابة ثانوية بفايروس النيوكاسل أو فايروس الالتهاب الشُعبي المُعدي. وعن المرض في الإنسان، أوضحت الوزارة أن أنفلونزا الطيور H7N9&H5N1 شديدة الخطورة على صحة الإنسان، فيما تكون الأنفلونزا من نوع H9N2 قليلة الخطورة، ولا تحتاج إلى علاج، ولم يتم تسجيل حالات إصابة بمرض أنفلونزا الطيور H5N8 في العالم حتى الآن. كما دعت الوزارة أصحاب مشاريع الدواجن إلى الالتزام بتطبيق إجراءات الأمن الوقائي الصادرة في هذا الشأن، لكونها أنسب الوسائل حالياً للوقاية من مرض أنفلونزا الطيور. وطالبت مربي الدواجن بالتعاون، وسرعة الاستجابة للتعامل مع حالات الاشتباه، والتي عدّتها أهم عوامل نجاح السيطرة على المرض، ومنع انتشاره خارج مناطق الإصابة في حال ظهوره. وشدّدت الوزارة على جميع أصحاب مشاريع الدواجن ومربي الطيور في المزارع والمنازل والاستراحات سرعة الإبلاغ عن أية حالات مرضية أو نفوق مرتفعة عن المعدل المعتاد في طيورهم. بدورها، أصدرت وزارة الشؤون البلدية والقروية أخيراً، تعاميم عاجلة بإغلاق أسواق الطيور في المناطق، ورفع درجة الطوارئ بالأمانات والبلديات، بعد رصد عدد من حالات الإصابة بفايروس H5N8، فيما بددت وزارة الصحة السعودية المخاوف من انتقال الفايروس إلى الإنسان، عبر تناول لحوم الدواجن، مؤكدة عدم صحة التحذيرات المتداولة من تناول لحوم الدواجن.