أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب القادة الأفارقة أنه «يحترم بشدة» شعب القارة، مشيراً الى أن وزير الخارجية ريكس تيلرسون سيُجري «زيارة موسعة» لأفريقيا في آذار (مارس) المقبل، ستكون الأولى منذ تسلّمه منصبه قبل سنة. أتى ذلك في رسالة وجّهها الى القادة الأفارقة، عشية مشاركتهم في قمة الاتحاد الأفريقي في إثيوبيا. وكان ديبلوماسيون أميركيون جهدوا لمعالجة صدمة وإدانة عمّتا القارة، بعدما نُسب الى ترامب وصفه بلداناً أفريقية يأتي منها مهاجرون الى الولاياتالمتحدة، ب «دول حثالة». ويُرجّح أن تردّ القمة على تصريحات الرئيس الأميركي، على رغم نفيه إدلاءه بها. وقالت ناطقة باسم الاتحاد الأفريقي إن المنظمة «شعرت بانزعاج صريح» من تلك التعليقات، مشيرة الى أن دولاً نددت بالأمر أو استدعت الديبلوماسيين الأميركيين المعتمدين لديها لشرحها. ترامب الذي التقى في دافوس الجمعة الرئيس الرواندي بول كاغامي، الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، واعتبره «صديقاً»، وجّه رسالة تؤكد أن الولاياتالمتحدة «تحترم بشدة» الشراكات والقيم المشتركة بين الأميركيين والأفارقة، والتزاماً «راسخاً» بإقامة علاقات قوية مع دول القارة. وأعرب عن «أعمق التحيات» للقادة المجتمعين، لافتاً الى أن جنوداً أميركيين «يقاتلون جنباً الى جنب» ضد التطرف في القارة، ومشيراً الى أن الولاياتالمتحدة تعمل لزيادة «التجارة الحرة والعادلة والتبادلية» مع الدول الأفريقية وترسيخ شراكة ل «حماية الهجرة القانونية». الى ذلك، أعلن مسؤول في الكونغرس أن 23 مهاجراً دخلوا الولاياتالمتحدة في شكل غير شرعي سيحضرون، بوصفهم ضيوفاً للنواب الديموقراطيين، أول خطاب يلقيه ترامب عن حال الاتحاد بعد غد، خلال جلسة مشتركة لمجلسَي النواب والشيوخ. وتأتي هذه الخطوة مع استعداد البيت الأبيض لكشف سياسته الجديدة لتسوية أزمة قوانين الهجرة، والتي تتيح نيل الجنسية الأميركية لحوالى 1.8 مليون مهاجر يُطلق عليهم «الحالمون»، اذ دخلوا الولاياتالمتحدة في أولياء أمورهم وهم أطفال. وأعلن النائب الجمهوري كارلوس كوربيلو من فلوريدا، وهي ولاية تضم عدداً ضحماً من المهاجرين غير الشرعيين، انه سيصطحب أيضاً معه «حالماً» لحضور الخطاب، فيما قال النائب الديموقراطي عن كاليفورنيا سكوت بيترز انه «يتشرّف» بأن تكون ضيفته خلال الخطاب «الحالمة» كارين باهينا، التي دخلت الولاياتالمتحدة خلسة عبر الحدود مع المكسيك عام 2001، وعمرها 8 سنوات. وتتمتع باهينا، التي أنهت دراستها الجامعية، بالحماية بموجب برنامج «داكا»، الذي يمكّن «الحالمين» من الدراسة والعمل، لكن البرنامج تنتهي مهلته في 5 آذار (مارس) المقبل. وقال بيترز: «مساهمون رائعون في مجتمعنا مثل كارين، يجب ألا يُرغموا على ترك البلاد. بدل ذلك يجب احتضانهم والاحتفاء بهم، لأنهم جعلوا من الولاياتالمتحدة مكاناً أفضل». وإضافة الى المهاجرين، ستتمثل أيضاً في الخطاب مشاركات في حملة «أنا أيضاً» (مي تو)، وهو وسم على موقعَي «تويتر» و «فايسبوك» متعلّق بضحايا التحرش الجنسي من النساء اللواتي قررن كسر الصمت وكشف الاعتداءات التي تعرّضن لها. وكان النائب الديموقراطي جون لويس، أيقونة الدفاع عن الحريات المدنية في الولاياتالمتحدة، قرر مقاطعة الخطاب نتيجة تصريحات ترامب عن «حثالة الدول». على صعيد آخر، انتقد الأمير زيد بن رعد الحسين، مفوّض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، الخطاب الذي ألقاه ترامب أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الجمعة، قائلاً: «إنه نصّ ينتمي الى القرن العشرين. دعا (الرئيس الأميركي) كل الدول إلى السعي وراء مصالحها الخاصة، من دون الإشارة تقريباً إلى أنه إذا فعلتم كل ذلك وإذا اكتفت كل دولة بتنفيذ أجندتها الخاصة، فإنها ستتصادم مع أجندات الدول الأخرى وسنعيد العالم إلى العام 1913 مرة أخرى».