حذر المستشار الإعلامي لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» عدنان أبو حسنة من «انهيار» المنظمة الدولية في حال استمرت أزمتها المالية الحالية، فيما علمت «الحياة» من مصادر فلسطينية ثقة أن الولاياتالمتحدة تمارس ضغوطاً كبيرة على عدد من دول العالم للحؤول دون توجيه أي دعم سياسي أو مالي إلى السلطة و «أونروا»، بهدف إرغام الفلسطينيين على القبول بالمواقف الأميركية من عملية السلام و «صفقة القرن» والعودة إلى مائدة المفاوضات. وقال أبو حسنة: «نحن ذاهبون إلى الانهيار في حال استمرت الأمور على هذا المنوال (...) نقوم بحملة تبرعات عالمية حتى لا تنهار أونروا، ولنقف على أرجلنا مرة أخرى لأن الوضع خطير من ناحية مالية». وأعلن خلال ورشة عمل نظمها المجلس الفلسطيني للتمكين الوطني بعنوان «مستقبل قضية اللاجئين ومحاولات التصفية الأميركية» في مدينة غزة أمس، أن «أونروا» ستطلق خلال مؤتمر صحافي ستعقده في غزة اليوم حملة عالمية ل «إنقاذها». وقال إن «هناك تطورات دراماتيكية غير مسبوقة تجاه أونروا لأسباب سياسية» في إشارة إلى وقف الولاياتالمتحدة دفع جزء من مساهمتها للمنظمة الدولية. ولفت إلى أن المفوض العام للوكالة بيير كرينبول أكد أن «ما يحدث ليست له علاقة بما تفعله أونروا، لكنه أمر سياسي يهدد وجود الوكالة واستمرارها» في إشارة إلى شطب المنظمة الدولية، وإزاحة قضية اللاجئين الفلسطينيين عن طاولة المفاوضات، كما تمت إزاحة القدس. وشدد على أن هناك «تهديداً وجودياً للوكالة» في حال لم يتم تجاوز ما يحدث الآن؛ مشيراً إلى أن «هذه الأزمة الثانية في تاريخ أونروا التي تهدد وجودها عملياً بعد أزمة عام 1973، حينما أطلق (الرئيس الراحل) ياسر عرفات حملة لإنقاذها». وأوضح أن «أونروا أنهت العام الماضي بعجز مالي قدره 49 مليون دولار، بعدما كان 126 مليوناً»، مشيراً إلى أن «العجز المنظور» للعام الحالي يُقدر بنحو 150 مليوناً «بالتالي فالعجز سيصل إلى نحو 200 مليون دولار». وأشار إلى أن «الولاياتالمتحدة قدمت 60 مليون دولار فقط من أصل 350 مليوناً تقدمها كتبرعات سنوية، من دون وجود ضمانات لتسديدها بقية المبلغ». ولفت إلى أن «واشنطن أوقفت 45 مليون دولار مخصصة للمساعدات الغذائية للاجئين في ظل وجود مليون لاجئ من أصل مليون و450 ألفاً في قطاع غزة يتلقون المساعدات من أونروا، من بينهم 460 ألفاً ممن يعيشون تحت خط الفقر المدقع». وأعلن عن «إطلاق حملة عالمية لإنقاذ أونروا اليوم من مدينة غزة بحضور كرينبول ورجال أعمال»، تحت عنوان «الكرامة لا تُقدر بثمن». وتوقع أن «تشارك بعض الدول والمؤسسات والأفراد والأصدقاء والجمعيات الخيرية في الحملة لسد العجز المالي الكبير للوكالة». وأضاف: «سنتوجه إلى الفلسطينيين في الشتات. لدينا قائمة بأسماء 250 رجل أعمال فلسطينياً في الشتات من أغنى أغنياء الوطن العربي معظمهم لاجئون. يجب إنقاذ أونروا». وكشف أبو حسنة عن اتصالات مع البنك الإسلامي للتنمية بهدف إنشاء «وقف للأونروا» يدر عليها الأموال، واتصالات أخرى مع البنك الدولي لمساندة قطاع التعليم الذي يشكل 80 في المئة من خدمات «أونروا». بدوره، أعلن النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني أشرف جمعة عن نيته «تشكيل لجنة من رجال الأعمال، وصندوق وطني لدعم أونروا لمواجهة قرار (الرئيس الأميركي دونالد ترامب) تقليص المساعدات إلى أونروا». وأوضح خلال الورشة ذاتها، أنه «تم التوافق مع شخصيات وقيادات وطنية من الداخل الفلسطيني والخارج في شكل موقت لدعم أونروا, ومنع انهيارها». وقال: «سيكون هناك تحركات جدية كبيرة جداً كونها متعلقة بالأمور المادية»، وأوضح جمعة، المقرب من زعيم «التيار الإصلاحي» في حركة «فتح» النائب محمد دحلان، أن «الاتصالات والمحاولات جارية مع المعنيين لتشكيل الصندوق الوطني لإنقاذ أونروا، من رجال أعمال وجاليات مختلفة وقيادات فلسطينية اعتبارية متنوعة أعلنت عن موافقتها على الانضمام منذ إعلان تشكيل اللجنة لإنقاذ أونروا من الانهيار». ودعا المجلس التشريعي إلى الانعقاد «لوضع خطط واستراتيجيات لمواجهة هذه المشكلة».