أكد رئيس البنك الدولي جيم يونغ كيم أمس، عشية انطلاقه في جولة إقليمية تشمل السعودية والأردنولبنان، أن الشراكة بين السعودية ودول أخرى «بالغة الأهمية»، منوهاً بأن الرياض بذلت جهوداً كبيرة لمساعدة دول كثيرة، خصوصاً اليمن والأردن وفلسطين ومصر والعراق. وأشار إلى أن الزيارة تستهدف مساعدة الشباب العربي، والعمل في شكل مشترك لمواجهة تحديات كبيرة، مثل أزمة اللاجئين السوريين. وقال كيم في إيجاز صحافي حضرته «الحياة» قبل توجهه اليوم في جولة شرق أوسطية هي الأولى له منذ توليه المنصب في منتصف 2012 وتستمر أربعة أيام، إنه ذاهب إلى السعودية «لشكرهم على شراكتهم والبحث في تفعيلها ووضع أسس لرؤية أكثر تفاؤلاً بإيجاد وظائف واستيعاب الشباب». واعتبر أن تنويع اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي سيزودها بفرص كبيرة، وأن «البارانويا الاقتصادية» التي عرفتها كوريا الجنوبية، مسقط رأسه، قد تفيد هذه الدول اليوم. ووصف كيم تركيز السعودية على سياسات الطاقة البديلة بأنه «أمر مثير جداً، فهم اليوم في صف القيادة في مجال تنويع مصادر الطاقة... وهذه النظرة التقدمية يجب أن تنتقل إلى المجتمع وإلى بناء أرضية ثابتة للمستقبل». وأكد أن جزءاً مهماً من زيارته سيركز على المئة مليون شاب عربي الذين يعيشون في دول المنطقة، و «إعطائهم أمل برؤية اقتصادية متكاملة تساعدهم في المستقبل». ومن المقرر أن يلقي كيم خطاباً أمام شباب في وزارة التربية ببيروت. وقال: «يجب أن نبني على الانفتاح الذي جاء به الربيع العربي والمساعدة في بناء وظائف وتنمية القطاع الخاص ووضع رؤية أكثر تفاؤلاً». ولفت إلى أن الجولة ستُعنى بوضع خريطة اقتصادية أكثر تعاضداً لدول المنطقة ووصل بعضها ببعض عن طريق وسائل للمواصلات مثل القطارات. وتحدث كيم عن أزمة اللاجئين السوريين في كل من لبنانوالأردن وقال إن البنك الدولي «قدم أقصى ما يمكنه على صعيد الدعم المادي... ونأمل من دول كثيرة أن تساعد». وأشار إلى أن كلفة الأزمة على الاقتصاد اللبناني وصلت إلى 7.5 بليون دولار نهاية العام الماضي، وهي في ازدياد مضطرد اليوم. وتشمل جولة كيم محطة في مخيم الزعتري في الأردن. وفي الشأن المصري قال إن البنك الدولي قدم نحو 4.6 بليون دولار إلى القاهرة، واصفاً الوضع هناك بأنه «صعب». وقال: «ثمة مرحلة انتقالية ونعتقد بأن الاستقرار سيأتي بالنمو الاقتصادي المحوري للمنطقة». وأكد أن مؤسسته ستساعد القاهرة في فعل كل ما يلزم لتأمين الإصلاحات الاقتصادية الضرورية للوصول إلى النمو. ولفت كيم إلى أن البنك الدولي يعد لمرحلة ما بعد الحرب في سورية، وأضاف: «في حال الانتظار حتى حلول السلام يمكن أن نخسر فرصة التحرك بسرعة لضمان السلام». وقال إن الخطة تشمل نظرياً تسوية دولية منبثقة من اتفاق جنيف لإعادة إعمار المدارس والمؤسسات المدمرة، مؤكداً أن البنك يجمع بواسطة التكنولوجيا الحديثة خرائط وصوراً للواقع الحالي، ويحضّر خططاً لإعادة الإعمار في سورية.