بعد تصدي قوات الدفاع الجوي السعودي لصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على نجران الجمعة الماضي، اعترضت القوات أمس صاروخاً آخر للجماعة استهدف المدينة ذاتها جنوب المملكة العربية السعودية. في غضون ذلك، وصل العميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية في محافظة شبوة جنوب البلاد، وذلك بعد تردد أنباء عن مقتله على يد الحوثيين في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وحررت قوات الجيش الوطني اليمني جبلاً استراتيجياً شمال لحج بكامله، بعد معارك عنيفة مع الميليشيات. وفي أول ظهور له منذ اختفائه، بعد اغتيال علي صالح على يد الميليشيات الانقلابية في صنعاء مطلع الشهر الماضي، قال قائد قوات الحماية الرئاسية العميد طارق محمد عبدالله صالح، إنه و «سائر أبناء الشعب اليمني والقوات المسلحة وحزب المؤتمر الشعبي العام، ملتزمون وصايا الرئيس السابق، لجهة إنهاء الحرب، وفتح الحوار مع دول التحالف العربي وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، بما يحقق لليمن أمنه واستقراره وازدهاره في محيطه العربي». وأكد أن اليمن لن يتخلى عن عروبته وسيادته أياً يكن الثمن. وظهر طارق صالح أمس للمرة الأولى منذ اغتيال عمه في مدينة عتق عاصمة شبوة (جنوب شرقي اليمن)، مقدماً العزاء لأسرة الأمين العام لحزب المؤتمر عارف الزوكا، الذي قتل إلى جانب علي صالح. وأكدت مصادر محلية في شبوة أن «الجهة التي وصل منها طارق صالح إلى عتق غير معروفة بالتحديد، وتوقعت أن يكون وصل من مأرب في موكب كبير وفرته دول التحالف، في حين كانت مروحيات الأباتشي تجوب الأجواء فوق الموكب الذي تضمن عشرات السيارات المصفحة وآليات الحماية العسكرية». وفي صنعاء، أكدت تقارير أن «قيادات الحوثيين تلقت صفعة مدوية بظهور طارق صالح، عدوها الأول الذي كانت تبحث عنه في العاصمة، وتقوم بعمليات دهم منازل أقاربه ونهبها، واعتقال المئات من المقربين إليه ومن الضباط الموالين له في قوات الحماية الرئاسية والحرس الجمهوري». وأضافت أن «الحوثيين يعيشون حال ذهول وترقب لما سيأتي به ظهور طارق صالح من تبعات لا تصب في مصلحتهم بل تقرّب هزيمتهم واجتثاث المشروع السلالي الطائفي المدعوم من إيران، خصوصاً أن طارق صالح يمتلك نفوذاً عريضاً في المؤسسة العسكرية اليمنية وحزب المؤتمر». إلى ذلك، طاولت اغتيالات غامضة قيادات عسكرية ومدنية حوثية في صنعاء برصاص مجهولين، وسط أنباء عن صراع أجنحة في صفوف الميليشيات. وقتل نائب الأمن المركزي الحوثي العميد علي الغراسي داخل منزله برصاص مسلحين، بعد 24 ساعة من مقتل القيادي الحوثي محمد الغيلي، مشرف منطقة سعوان في العاصمة. وكبدت قوات الجيش أمس، الميليشيات خسائر فادحة في مديرية القبيطة، شمال محافظة لحج، وقال مصدر في الجيش ل «سبتمبر.نت» إن «قوات الشرعية وضعت خطة محكمة ونفذت هجوماً كبيراً على مواقع حاول الحوثيون السيطرة عليها في جبل الحمام الاستراتيجي المطل على قاعدة العند الجوية». وأضاف المصدر أن «الجيش تمكن من تحرير الجبل بكامله». ووجّهت الخارجية اليمنية خطابات عاجلة لكل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والمبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وسفراء الدول ال «18+1» الراعية سلام اليمن، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، في شأن الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات ضد المدنيين والقوى السياسية المعارضة لها.