حضرت رؤية المملكة 2030 في شكل لافت خلال اللقاء الحواري، الذي جمع سفراء الدول المشاركة في مسابقة شركة «هواوي» لمهارات تقنية المعلومات والاتصالات، في مدينة شينزن الصينية، إذ تركز الحوار في الرؤية التي يقودها الأمير الشاب ولي العهد محمد بن سلمان، وتحدثت الوفود في الحلقة النقاشية عن مستقبل التحول الرقمي والتقني في مجال الاتصالات والمعلومات في المملكة، الذي ينشده ولي العهد، من خلال المشاريع والرؤى التي يتبناها، إذ تعد المملكة الآن أرضاً خصبة لهذا التغيير العالمي المهم، بحسب المداخلين. وقال الملحق الثقافي السعودي في الصين الدكتور فهد الشريف: «في هذا المحفل، برزت أهمية المملكة بوصفها بلداً ذا ثقل على مستوى الشرق الأوسط والعالم، ولاسيما في الشراكات التي يقيمها الآن مع الشركات العالمية، وبخاصة شركة هواوي الصينية، التي تسيطر على الأسواق العالمية»، وأضاف: «من أجمل ما رأيت، خلال لقائي طلابنا المشاركين في مجال التقنية والاتصالات، أن الشركة تعمل على استقطاب هؤلاء الشباب، وذلك بسبب ثقتها بأنهم نوعية مميزة من الطلاب، وهم على وعي وإدراك وعلم في مجال التقنية والهندسة، ونحن نعمل معهم بشراكة بينهم وبين الملحقية السعودية على استقطاب مثل هؤلاء الطلاب». واستطرد: «في الأسبوع الماضي عقدنا اجتماعات مطولة مع شركة هواوي، وبحثنا إمكان توظيف الطلاب الخريجين من الصين في هذه الشركة الرائدة، ووعدونا في شكل رسمي، وقاموا بعمل مقابلات شخصية مع الطلاب، وتم قبول عدد كبير منهم، لأنهم يجيدون اللغة الصينية، وهم متخصصون في مجال التقنية، وهناك ثقة كبيرة يولونها للشباب السعودي، بما حصلوا عليه من علم ومعرفة»، مضيفاً «أنا أتوقع أن السوق السعودية في مجال التقنية سوق واعدة، وبخاصة في ظل المبادرات التي نشهدها في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وما تشهده المملكة من ثورة تقنية وعلمية ومعرفية وصناعية». وأوضح الدكتور الشريف ل«الحياة»، رداً على تساؤل عن العلاقة السعودية الصينية، أن «العلاقة تشهد أوج مجدها في هذه الفترة، لأن الحكومة الصينية تثق في هذه الفترة بالحكومة السعودية في شكل كبير وتام، لعلمها بمدى الوعي والإدراك لدى حكومة خادم الحرمين الشريفين بالمشاريع الاقتصادية التنموية، وأيضاً في المجال التبادل الثقافي هناك عدد من الاتفاقات التي عقدت، واللقاءات التي تظهر مدى التقارب الاستراتيجي بين الدولتين، إذ إن السعودية هي شريك استراتيجي للصين، لما تحمله من ثقل كبير في الشرق الأوسط وعلى مستوى العالم». واختتمت في مدينة شينزن الصينية فعاليات مسابقة هواوي الدولية لمهارات تقنية المعلومات والاتصالات، التي نظمت نهائياتها في المقر الرئيس للشركة، في حضور سفراء الدول ال10 المشاركة، وحقق فيها فريق الطلبة اللبناني جائزة المركز الأول، بعد منافسة قوية بين الفرق المشاركة، بحيث خضعوا لاختبارات صارمة لتحديد الفريق الفائز، التي استمرت مدة خمسة أشهر، انتهت بتأهل 13 فريقاً من عشر دول شرق أوسطية، في حين حقق البروفيسور عدي ظاهر جائزة التميز لأحسن مدرس. شارك في مراحل التصفيات أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة، من 121 جامعة و83 هيئة حكومية، وبعد تأهل 13 فريقاً للمرحلة النهائية في الصين، خضع المشاركون لجولات تنافسية صارمة، وشاركوا أيضاً في ورش عمل حول التقنية، بإشراف خبراء مختصين في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، في حين نظمت الشركة حواراً مفتوحاً بين الطلاب المشاركين وسفراء بلدانهم عن تقنية المعلومات والاتصالات ومستقبلها. وأثارت طالبة إماراتية دهشة السفراء، الذين وقفوا أمام تساؤلها باهتمام كبير، حين قالت: «لماذا نأتي إلى الصين لننافس؟ لماذا لا توجد شركة بحجم هواوي لتنظم مثل هذه الفعاليات»، لتنفجر بعدها عاصفة من التصفيق، ليعلق السفير البحريني الدكتور أنور العبدالله قائلاً: «هذا السؤال أثار حماستنا جميعاً، ويجب أن نوضح أن الرغبة السياسية والعمل الدؤوب يمكن أن يحقق ما نتطلع عليه ونحقق هذه الأمنية، وهواوي لم تولد كبيرة، بل كانت شركة صغيرة ووصلت إلى مرحلة متقدمة بسبب الإرادة السياسية، ونحن نطالب بالاستفادة من هذه التجربة الرائدة». قدمت «هواوي» جائزة نقدية للفريق اللبناني الفائز، بلغت 30 ألف دولار، فيما منحت الفرق التي حصلت على المركز الثاني والثالث بشهادات وجوائز التميز، وخصصت جائزة للمشرف المميز، وأفضل أكاديمية، وصرح رئيس «هواوي» في منطقة الشرق الأوسط تشارلز يانغ قائلاً: «يعتبر توفير نخبة من أهم المواهب الواعدة في تقنية المعلومات والاتصالات شرطاً رئيساً لنجاح المساعي الحكومية الهادفة إلى التحول نحو الاقتصادات القائمة على المعرفة، ونحن في «هواوي» بذلنا جهدنا لنشجع على نشر المعرفة، بصفتنا شركة رائدة عالمية في مجال الابتكار». وأضاف: «التزمنا مساعدة حكومات المنطقة في تحقيق أهداف رؤاها الوطنية، ونحن فخورون بما حققته هذه المسابقة على مدى خمسة أشهر، واكتشفنا أن المنطقة تزخر بالمواهب الواعدة، وهي تمتلك المؤهلات التي تمكنها من التحول إلى خبراء مختصين على مستوى العالم»، وخضع المشاركون في المسابقة لاختبارات انتقائية عالية المستوى على الصعيد الوطني، وأتاحت لهم العمل في المختبرات بشكل فعلي، ليتعرفوا على أهم التحديات في مجال الحوسبة السحابية، وتحويل وتوجيه الشبكات وغيرها من الحلول والتقنيات المطلوبة لإحداث عملية التحول الرقمي بنجاح. حقق فريقان من طلبة الجامعات السعودية المشاركة جائزة التميز، في حين حققت المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني جائزة الشريك المميز، وحصلت جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن على جائزة الأكاديمية الأفضل، فيما حقق الفريق الباكستاني المركز الثاني في المسابقة، وانقسمت جائزة المركز الثالث بين الأردن وعُمان والبحرين، وشارك في هذه الفعاليات عشر دول، هي السعودية والبحرين والإمارات وعُمان وباكستان والعراق والكويت ولبنان والأردن وقطر.