بعد مئة من عام على نجاح حزبي "العمال البريطاني" و"المحافظين" في السيطرة على المشهد السياسي البريطاني، يبدو أن حزب "الاستقلال البريطاني" (يوكيب)، المناهض للفكرة الأوروبية، يتجه لتحقيق نتيجة تاريخية في الانتخابات الاوروبية التي انتهت امس الأحد. ولم يقتصر نجاح الحزب على حيازته أكبر عدد من الاصوت في المملكة المتحدة، بل بنجاحه في حصد الاصوات في كل من ويلز واسكتلندا. وأشار تقرير نشر على الموقع الالكتروني لقناة "بي بي سي" إلى ان نتائج الانتخابات ستترجم عملياً، إذ سيواجه رئيس الوزراء دايفيد كاميرون ضغوطاً لتنفيذ وعوده المتعلقة بإعادة التفاوض على علاقة بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي، والحد من الهجرة لاستعادة العديد من الناخبين المحافظين الذين خسرهم لصالح "يوكيب". وسيضطر زعيم حزب "العمال" إد ميليباند إلى الإجابة عن سؤال حول سبب التقارب الكبير في النتائج بين حزبه وحزب المحافظين قبل فرز الأصوات في لندن. من جهته، رئيس الوزراء الاسكتلندي اليكس سالموند سيجد نفسه مضطراً لمواجهة حقيقة فشله في ضمان خلو اسكتلندا من "يوكيب"، ولكنه سيستخدم نتائج الانتخابات لحث الاسكتلنديين على التحرر من المناهضين للفكرة الأوروبية، الذين تصدروا الانتخابات في المملكة المتحدة. أما زعيم "يوكيب" نيغل فاراج فبإمكانه ان يرضى عن نتائج الانتخابات، وهو على علم ان النجاح في انتخابات وطنية أسهل بكثير من الفوز بمقعد واحد في ويستمنستر. وأظهرت النتائج فشل حزب "العمال" في تصدر الانتخابات للمرة الاولى منذ 1984، إذ احتل المركز الثاني متقدماً على المحافظين الذين احتلوا المركز الثالث، بفارق بسيط. اما زعيم "الديمقراطيين الاحرار" نيك كليغ، فسيُسأل عن طريقة لإنقاذ حزبه من دون تغيير قيادته، إذ اتت النتائج كارثية على الحزب اثر تراجعه الى المركز الخامس بعد حزب "الأخضر".