يقول الملك (الأمير) سلمان بن عبدالعزيز: «عندما تولى الأمير محمد بن سعود بن محمد بن مقرن الإمارة، دخلت الدرعية مرحلة جديدة تختلف عن سابقاتها من حيث التأسيس للاستقرار، وتقوية دعائم الدولة والسلم الاجتماعي، فكانت أول خطوة اتخذها الأمير محمد بن سعود عندما تولى إمارة الدرعية في عام 1129ه ( 1727م) أن وحد شطري الإمارة وهما غصيبة والمليبيد بعد انقسام طويل، ويأتي توحيد هذين الجزأين للدلالة على سياسة الأمير محمد بن سعود التي رمت إلى تغيير الحال الذي لم يكن مقبولاً، وحرصت على إقامة دولة موحدة ذات مركز وقوة لتخدم الناس وتحميهم وتنشر الدين». وأضاف في محاضرته: «أصبحت إمارة الدرعية، بفضل الله، ثم نتيجة لسياسة أميرها محمد بن سعود، إمارة مستقرة ومزدهرة من بين إمارات كثيرة في محيطها كانت تعاني الفوضى وعدم الاستقرار. وفي هذه الأثناء كان الشيخ محمد بن عبدالوهاب يدعو إلى الدين ومناهضة البدع والخرافات في المنطقة نتيجة لما استفاده واستقر في ذهنه من دعوات سلفية صحيحة». وأوضح أنه: «نظراً إلى استقرار إمارة الدرعية في عهد أميرها محمد بن سعود، واستقلالها عن أي نفوذ خارجي، وقوة حاكمها وعدله وتمسكه بالدين هو وأسرته، ولوجود عدد من العلماء الذين عرفوا بالالتزام وتتلمذوا على يد الشيخ محمد بن عبدالوهاب في العيينة، فقد رأى الشيخ محمد بن عبدالوهاب الانتقال من العيينة التي لم تستمر بالاستجابة لدعوته بسبب عدم استقلال القرار السياسي فيها إلى الدرعية التي أصبحت المكان الملائم لنشر الدعوة وتأييدها». واستمرت الدولة السعودية الأولى حتى 1223ه (1818م)، إلا أن المؤرخ الفرنسي فيلكس مانغان توقع عودة الدولة السعودية وكتب في 12239ه (1824م) قبيل تأسيس الدولة السعودية الثانية، إذ قال مانغان في توقعاته عن قيام الدولة السعودية الثانية: «ذلك البلد يضم في جنباته بذور الحرية والاستقلال، فما زالت المبادئ نفسها موجودة، وقد ظهرت منها بعض البوادر». الملك عبدالعزيز يرد على أعداء الدولة السعودية يشير الملك (الأمير) سلمان بن عبدالعزيز، في محاضرته إلى تشكيل الدولة السعودية الثانية بقوله: «لأن أسسها قوية وآثارها ملموسة وشاملة، عادت الدولة السعودية إلى الظهور من جديد على يد الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، وقام بتدعيمها ابنه الإمام فيصل بن تركي، ثم انتهت في عام 1309ه (1891م)، ثم عادت مرة ثالثة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز الذي تمكن هو ورجاله الذين لم يتجاوزوا 63 رجلاً من استعادة الرياض في 1329ه (1902م)، ثم توحيد البلاد وتأسيس المملكة العربية السعودية بفضل الله ثم بمساندة عدد كبير من رجاله المواطنين من جميع أنحاء البلاد». ويستشهد الملك (الأمير) سلمان بن عبدالعزيز، برد الملك عبدالعزيز، على مزاعم أعداء الدولة السعودية وما يصفونها ب«الوهابية». وقال إن الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، قال في السادس من ذي الحجة 1347ه العدد 229 من صحيفة أم القرى في الصفحة الثالثة: «يسموننا الوهابيين، ويسمون مذهبنا بالوهابي باعتبار أنه مذهب خاص، وهذا خطأ فاحش نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض... نحن لسنا أصحاب مذهب جديد، أو عقيدة جديدة، ولم يأت محمد بن عبدالوهاب بالجديد، فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه السلف الصالح، ونحن نحترم الأئمة الأربعة، ولا فرق عندنا بين مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة، كلهم محترمون في نظرنا». الملك سلمان وأسس الدولة فند الملك (الأمير) سلمان بن عبدالعزيز، في محاضرته اتهامات من وصفهم ب«المنساقين وراء الادعاءات والاتهامات الموجهة ضد الدعوة». وقال: «أدعو هؤلاء إلى تراث الشيخ محمد بن عبدالوهاب، والبحث في ثناياه عن أي شيء يخالف الكتاب والسنة النبوية المطهرة، ولن يجدوه، أين الجديد أو الاختراع في هذه الدعوة حتى يطلقوا عليها أشنع الألقاب والصفات، ويصموها بأنها تتضمن أشياء غريبة خارجة عن الدين الإسلامي». وأضاف: «إذا كانت الوهابية اتباع القرآن الكريم وسنة المصفى صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الأول، فنحن فخورون بهذا، أما إذا كان الهدف التنفير ولصق التهم لمنع مسيرة دولة تقوم على الدين الإسلامي والمصلحة الإسلامية العامة فنحن رافضون لهذا المصطلح». وأشار إلى أن «وحدة هذه البلاد وتماسكها مستمر بإذن الله، إذا حافظ الجميع على هذه الأسس، وما يتصل بها من خصوصية ومنهج، وعلى هذا التلاحم الذي غذاه الجميع من حاضرة وبادية، ولا يزال يغذيه الجميع اليوم من أبنائهم معتمدين على الله عز وجل، ثم على أسس هذه البلاد التي تعلي راية التوحيد». وأوضح أن «هذه هي أسس المملكة العربية السعودية، التي تتسم بالأصالة والمصلحة العامة، وترتبط بالدين الإسلامي، وترعى مبادئه ومنهجه، وتعد من ثوابت المملكة العربية السعودية، التي لا تتغير أو تتبدل لإرضاء تيارات فكرية أو توجيهات سياسية أو مصالح ذاتية، وإنما تظل وفية لجذورها ومبادئها العظيمة القائمة على الدين وراية التوحيد التي لا تتبدل أو تتغير».