أثار تقديم مجموعة «أركاندور» الألمانية لتجارة التجزئة والخدمات طلب إشهار إفلاسها أمس أزمة سياسية بين الحليفين الرئيسين في الحكومة الألمانية الممثلين بالاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديموقراطي حيث وقف الأول ضد دعم المجموعة مالياً ومع إعلان إفلاسها فيما رفض الثاني ذلك بشدة. وانتقد نائب المستشارة وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير ورفيقه وزير النقل فولفغانغ تيفينزي وزير الاقتصاد كارل تيودور تسو غوتنبيرغ بشدة وقالا إنه في الوقت الذي يجهد وزير العمل أولاف شولتس لتأمين فرص العمل، يعمل الأخير على إزالتها. لكن المستشارة أنغيلا مركل دافعت عن موقف وزير الاقتصاد الذي ذكر أن مالكي المجموعة لم يلبوا نداء الحكومة لتأمين مبلغ مالي كافٍ، يشجع الحكومة على تقديم مساعدة لإنقاذ المجموعة من صندوق الدعم الحكومي. وقالت مركل إن إشهار الإفلاس «لا يعني بالضرورة النهاية لمالكي المجموعة والعاملين فيها، بل فتح الباب أمام مستثمرين جدد يشترون الأجزاء الصحية من المتاجر والأقسام المكونة للمجموعة المفلسة». وانتقد رئيس الاتحاد العام للنقابات العمالية الألمانية ميشائيل زومر تمنع الحكومة عن دعم «أركاندور»، محذراً من أن أكثر من 43 ألف عامل وموظف مهدد بالتسريح، وطالبا المسؤولين مواصلة البحث مع مالكي المجموعة حول كيفية مساعدتها على الصمود. لكن وزير الاقتصاد أوضح أن درس بيانات المجموعة أظهرت أن تعثرها لا يرجع إلى تداعيات الأزمة الاقتصادية، وإنما إلى أخطاء إدارية وداخلية في قيادتها مشيراً إلى أن الدعم الحكومي ممكن في الحالة الأولى لكنه غير مسموح به في الحالة الثانية. وكانت «أركاندور» أجرت قبل أسابيع مفاوضات مع مجموعة «مترو» الألمانية العالمية بهدف دمج سلسلة متاجرها المعروفة باسم «كارشتادت» مع سلسلة متاجر «كاوفهوف» التابعة للمجموعة الثانية، لكن مجلس إدارة «مترو» فضل التريث بعدما تبيَّن أن «أركاندور» تعاني خسائر مالية كبيرة بلغت نحو 700 مليون يورو العام الفائت. ودخلت «أركاندور» على الأثر في مفاوضات مع وزارة الاقتصاد للحصول على قرض بقيمة 437 مليون يورو (603 ملايين دولار تقريباً) لم يؤمن لها في النهاية لأسباب متعددة، ليس أقلها وجود معارضة شديدة داخل الاتحاد المسيحي واتحادات أرباب العمل وخبراء الاقتصاد لتدخل الدولة في الاقتصاد الخاص وإنقاذ شركات تخسر ولم تعد قادرة على المنافسة. وأعلن رئيس مجموعة «مترو» إيكاهرد كوردس إنه لن يستغل وضع «أركاندور» التفليسي لكي يعرض عليها شراءها بسعر بخس، بل سيدفع «سعراً عادلاً» لستين متجراً منها. ويريد دمج المجموعتين «في مجموعة متاجر أوروبية - ألمانية قوية تضم 160 وحدة» وأفادت صحيفة «هاندلسبلات» الاقتصادية الألمانية أمس نقلاً عن مصادر مطلعة بأن «مترو» ستبيع مجموعة المتاجر المدمجة إلى رب العمل الإيطالي ماوريتسيو بورليتي الذي يملك بدوره سلسة متاجر كبيرة في بلده.