اقتحمت فتيات من الجبيل عالم الرياضة من خلال تأسيس ثماني فرق رياضية لكرة السلة للسيدات، متجاوزات بذلك كثيراً من التحديات والمعوقات، وساعيات نحو قيام جيل نسائي يملك شغف التحدي والمنافسة في مختلف الرياضات، فيما احتضنت مدينة الجبيل أول دوري نسائي للسلة في عام 2015. وعن بداية هذه الرياضة وانتشارها في الجبيل تقول المدربة مؤسسة رياضة السلة النسائية في الجبيل نورة الغامدي ل «الحياة»: «بدأنا عام 2012 بعدد قليل، وسط مخاوف من عدم تقبل المجتمع للفكرة، إلا أننا انطلقنا بعزيمة مشتركة من جميع الفتيات المشاركات، لنشهد إقبالاً متزايداً على هذه اللعبة حتى وصلنا إلى ثماني فرق نسائية لكرة السلة». وتضيف: «إن التحدي الكبير في البداية كان في كيفية إقناع اللاعبات أو الراغبات في هذه اللعبة، وما ستضيفه لديهن من تعزيز الثقة بالنفس وإشعال روح التحدي والمنافسة وإضفاء مزيد من المتعة بممارسة كرة السلة. ونجحنا، بدعم من الهيئة الملكية بالجبيل، في إقامة أول دوري نسائي لكرة السلة عام 2015، وسط إقبال متزايد من الفتيات على تعلم هذه الرياضة». وعن أبرز التحديات التي تواجه الفرق النسائية لكرة السلة، أوضحت أن الفرق مرت بفترة من الركود لغياب الدعم الكافي ولأنها أتت بجهود ذاتية. بدورها تقول نوير الهاجري إن «اللعبة شهدت ازدهاراً، وسط تزايد شغف الفتيات داخل مدينة الجبيل الصناعية بممارستها»، وترى أن الحاجة ملحة إلى إقامة دورات رياضية نسائية ضمن برامج الترفيه الموجهة إلى السيدات، مشيدة بالبنية المتكاملة في مدينة الجبيل الصناعية، التي تؤهل لإقامة مثل هذه الأنشطة. وتؤكد الهاجري أن هذه اللعبة مستمرة على رغم كثرة الصعوبات التي تواجه اللاعبات، ويأتي في مقدمها تحفظ بعض الأهالي ورفضهم لممارسة هذه الرياضية. في حين أضافت حنان الغامدي، وهي من أوائل المؤسسات للفرق النسائية لكرة السلة: «كنت من أوائل المشاركات في هذه اللعبة، وبدأت لعبة السلة بالانتشار وتزايد الإقبال عليها من الفتيات، وأقمنا عدداً من الدوريات، وحرصنا على وضع أنظمة أكثر مرونة للعبة السلة بحيث تناسب الفتيات». وأضافت: «بتكاتف الجهود أنشأنا الآن فريق «سمو الجبيل» الذي يضم أفضل اللاعبات في رياضة السلة، بهدف المنافسة خارج الجبيل، ونتطلع إلى أن نجد الدعم والرعاية لهذا الفريق، وأن يتوفر لنا مكان مخصص لممارسة هذ اللعبة في شكل أفضل ومنظم». وعن أهمية الرياضة النسائية، تؤكد أن كرة السلة هي اللعبة الجماعية الوحيدة التي تعزز روح المنافسة، كما أنها أكثر متعة، لافتة إلى تطلعهن إلى مزيد من الاهتمام بالرياضة النسائية في شكل عام، والسلة في شكل خاص، وإنشاء ملاعب وأماكن مخصصة للنساء لممارسة الأنشطة الرياضية في مدينة الجبيل. وفي السياق، ترى غادة غازي أن الاهتمام المتزايد برياضة السلة يأتي من كونها أجمل وأمتع الرياضات التي تجد قبولاً في أوساط الفتيات داخل مدينة الجبيل الصناعية. وعن بداية ممارسة هذه اللعبة تقول: «بدأنا بأنشطة تطوعية، ليتطور الأمر إلى تأسيس أندية رياضية نسائية، وكان للهيئة الملكية دور في تشجيعنا، عبر دعمها لنا من خلال أنديتها التي كانت متاحة دائماً ومناسبة للجميع». وتضيف: «بدأنا بقليل من اللاعبات، ليصل عددنا اليوم إلى أكثر من 200 لاعبة تقريباً خلال خمس سنوات، وفي أعمار متفاوتة ومن بيئات مختلفة، جمعنا حب السلة وملعب طوله 28 متراً وعرضه 15 متراً، يبدأ وينتهي بسلة معلقة ارتفاعها ثلاثة أمتار». وتابعت: «ما نحتاج إليه الآن جهات تدعم طموحاتنا في تبني كرة السلة النسائية في الجبيل، وإقامة دورات لصقل مهاراتنا وتطوير أنفسنا وتطوير الرياضة النسائية في كرة السلة والرياضات الأخرى». وتتفق معها نجلاء الهتلان بأن كرة السلة ليست مجرد لعبة للتسلية فقط، بل هى كذلك رياضة فعالة، وتشهد إقبالاً كبيراً من جميع الفئات العمرية في الجبيل، ويعد النشاط الأبرز في تكوين الصداقات في المجتمع الرياضي وتعزيز هذه الثقافة في بيئة رياضية بحتة، لذلك نحتاج إلى دعم تدريبي لتطوير هذه الرياضة وتنشيطها، عبر إيجاد أماكن متخصصة للالتحاق بدورات تسهم في تأهيل مدربات ذوات كفاءة واحترافية عالية. وذهبت نادين الأنصاري إلى الحديث عن أهداف «رؤية 2030» المرتبطة بالرياضة، من خلال تعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع، ومشاركة الفئات العمرية المختلفة في الأنشطة الرياضية، وبناء مجتمع صحي في المملكة، وتحقيق التميز في رياضات عدة، محلياً وعالمياً، وتعزيز الطابع الاحترافي لقطاع الرياضة، فيما أضافت شذا الصالح: «أحببت كرة السلة، ما جعلني أطور مهارتي فيها وتعليمها لغيري من اللاعبات الجدد، حتى أصبحنا لاعبات نجيد رياضة كرة السلة في مدينة الجبيل الصناعية، ونطمح إلى أن يتوسع نطاق مشاركاتنا محلياً، بمثابة خطوة أساسية، ثم الانطلاق بهذه الرياضة إلى المشاركات الخارجية».