احتفلت نابولي أمس بإدراج البيتزا على قائمة التراث غير المادي للبشرية، بتوزيع قطع من هذا الطبق المحلي الشهير على المارة في المدينة الإيطالية الجنوبية. وقال صانع البيتزا جينارو غاتيمولو: «الأمر بمثابة الفوز بكأس العالم لكرة القدم». تلحفت المتقاعدة ريتا رولن جيداً بمعطفها لمواجهة البرد في الصباح الباكر والمشاركة في الاحتفال الشعبي وقالت: «أنا سعيدة. فقد بتنا نعرف بشيء إيجابي وليس الكامورا (المافيا في نابولي) وبشيء لذيذ كذلك!». وأكد ماركو تويلدو (47 سنة) وهو يلتهم قطعة ثالثة من البيتزا: «ما من شيء أفضل من الاحتفال غير تناول البيتزا عند الفطور». وكان الاحتفال بدأ مساء الأربعاء أمام مطعم «سوربيلو». وقال صانع البيتزا انزو كوتشا وسط تصفيق الجموع: «بعد انتظار 250 سنة، أدرجت البيتزا في قائمة التراث العالمي لليونسكو. برافو نابولي!». ولم تثبط هزيمة نابولي في دوري أبطال أوروبا لكرة القدم من حماسة محبي البيتزا. فقد طارت عجينة البيتزا في الجو احتفالاً بهذا الطبق الذي يخبز في أفران تعمل بالحطب وتقذف عجينته في الهواء بطريقة بهلوانية لكي تتنفس. وأوضح كوتشا: «منذ قرون، يستند فن صنع البيتزا في نابولي إلى عناصر أساسية هي الماء والطحين والملح والخميرة، كلها منتجات ممتازة من منطقة كامبانيا، إلا أن يدي صانع البيتزا وقلبه وروحه تساهم أيضاً في سحر البيتزا». وكان سلف البيتزا رغيفاً من الخبز المسطح الذي يرش عليه اللحم المقدد وكان نابعاً من الحاجة الى توفير غذاء بخس الثمن الى جموع الفقراء في المدينة، كما أكد المؤرخ أنطونيو ماتوتزي. وظهرت أشكال البيتزا الفعلية الأولى مع وصول الطماطم من القارة الأميركية ودخولها المطبخ المحلي. وأضاف المؤرخ: «في نهاية القرن الثامن عشر رأت أول مطاعم البيتزا النور». لكن هذا الطبق الناجح محلياً احتاج الى قرن إضافي والملكة مارغريتا ليصدر خارج خليج نابولي. فالملكة التي كانت تزور المدينة مع زوجها الملك أمبرتو الأول عام 1889 طلبت أن تتذوق البيتزا لتكسب ود سكان نابولي. وتفيد الرواية بأنها أعجبت كثيراً بالبيتزا التي أعدها لها الطاهي رافايليه اسبوزيتو وضمت الطماطم وجبن الموتزاريلا والحبق، أي ألوان إيطاليا الفتية. وقد أعدت هذه البيتزا التي احتفظت باسم الملكة مجدداً الأربعاء، في الفرن الملكي نفسه في قصر كابوديمونتي الذي صار متحفاً على مرتفعات نابولي.