سيول، واشنطن – أ ب، أ ف ب، رويترز - هددت كوريا الشمالية امس، باستخدام اسلحة نووية في «هجوم بلا رحمة» اذا استُفزت، فيما تسبب التوتر المتصاعد في شبه الجزيرة الكورية في انسحاب اول شركة كورية جنوبية من منطقة كيسونغ الصناعية المشتركة عند الحدود بين البلدين. وأوردت صحيفة «مينجو جوسون» الكورية الشمالية الرسمية أن «قوة ردعنا النووية ستكون وسائل دفاعية قوية، ووسائل هجومية بلا رحمة لتوجيه ضربة انتقامية لمن يمسّ كرامة البلاد وسيادتها». وهي المرة الاولى التي تعتبر فيها بيونغيانغ سلاحها النووي ذات طبيعة «هجومية». في واشنطن، اعتبر مدير الاستخبارات الاميركية دنيس بلير ان التزامن بين التجارب النووية والبالستية التي تجريها كوريا الشمالية ومشكلات الخلافة في النظام الشيوعي، يؤدي الى «وضع قد ينطوي على خطورة». وقال ان السلوك الاخير لبيونغيانغ يتّبع نمطاً مألوفاً، لكنها هذه المرة «تستخدم انواعاً اكثر خطورة من الاسلحة، قد تكون صواريخ عابرة للقارات وأسلحة نووية. على رغم ان النمط اعتيادي، الا ان مستوى الخطورة أعلى». في غضون ذلك، ستصبح شركة «سكينت» الكورية الجنوبية لصناعة معاطف الفراء، آخر الشهر الجاري، الاولى التي تنسحب من مجمع كيسونغ. وعزت الشركة قرارها الى «مخاوف أمنية» على موظفيها، وبسبب تراجع طلبات زبائن يخشون ان يؤدي التوتر الحالي الى عرقلة عمليات التسليم. ويأتي قرار الشركة، قبل مفاوضات بين الكوريتين غداً الخميس حول طلب بيونغيانغ زيادة الرواتب ورسوم الاستئجار من الشركات الكورية الجنوبية في المجمع. وثمة 106 شركات في المجمع الذي افتُتح عام 2004 ويشغّل حوالى 40 الف كوري شمالي، واعتُبر رمزاً للتقارب بين الدولتين آنذاك. في الوقت ذاته، دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وعائلتا الصحافيتين الاميركيتين اللتين حُكم عليهما بالسجن مع الاشغال الشاقة 12 سنة في كوريا الشمالية، بيونغيانغ الى الرأفة بهما وإعادتهما الى بلدهما. وكانت كوريا الشمالية اعتقلت الاميركية-الكورية ايونا لي والاميركية-الصينية لورا لينغ اللتين تعملان لقناة «كارنت تي في» في كاليفورنيا، في 17 آذار (مارس) الماضي بتهمة القيام ب «أعمال معادية» والتسلل الى كوريا الشمالية. واعتبرت كلينتون قضية الصحافيتين «مسألة انسانية منفصلة تماماً» عن مناقشات مجلس الامن لفرض عقوبات على كوريا الشمالية اثر تنفيذها تجربة نووية وإطلاقها صواريخ باليستية. وقالت: «نأمل في ان يعفو الكوريون الشماليون عنهما ويبعدوهما». كما أبدت عائلتا الصحافيتين «صدمتهما وحزنهما» للحكم عليهما. وأعلنتا في بيان مشترك: «نطلب من حكومة كوريا الشمالية الرأفة والعفو عن لورا واونا، والسماح لهما بالعودة الى منزلهما وعائلتهما». وأعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي باراك اوباما سيلتقي نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ باك في واشنطن في 16 الشهر الجاري، «للتشاور حول كوريا الشمالية وسلسلة من القضايا الثنائية والمسائل الأخرى».