اختتمت منظمة الأممالمتحدة للتربية والتعليم (اليونسكو) مؤتمراً إقليمياً عُقد في منتجع شرم الشيخ المصري ل «إعادة التفكير عربياً في التربية والتعليم: نحو مصلحة مشتركة عالمية»، بمشاركة عدد من خبراء التعليم في العالم العربي. وسعى المؤتمر الإقليمي إلى البحث في السبل الحديثة في التعليم، خصوصاً المرتبطة بالمدرسة الاجتماعية التي تنظر إلى التعليم باعتباره حقاً إنسانياً ووسيلة للتعايش ليصبح نهجاً إنسانياً، وذلك عبر محاور عدة تعتمد آخر ما كشفته أبحاث التعليم والتعلم في العالم، والتي خلصت إلى نتيجتين أساسيتين سعى المؤتمر إلى توظيفهما في الدول العربية، وهما «فاعلية التعليم المبكر» بعدما أكدت الدارسات أن الأطفال في سنواتهم الأولى يكونون أكثر قدرة على التعلم، حتى أنهم يمكنهم تعلم لغات عدة في آن واحد، إضافة إلى التعلم المرن. والنتجية الثانية التي بيّنتها الدراسات هي ضرورة استدامة عملية التعليم من السنوات الأولى إلى ما بعد مرحلة التعليم الجامعي وإلى سنوات متقدمة، لأن قدرة الإنسان على التحصيل والتعلم لا تتعطل. وركز المؤتمر على «المعلم» كمفتاح أساسي في العملية التعليمية، إذ يستطيع المعلم أن يقدم نوعاً من «التعليم الخفي» الذي يساهم في تنمية مهارات طلابه ورفع مستوياتهم التعليمية. والخفي مصطلح استُخدم للإشارة إلى المهارات التي لا يمكن استمدادها بصورة مباشرة من المناهج الدراسية. وشدد المؤتمر على «أهمية دور المدرسة في العملية التعليمية» على رغم ما يبدو من تراجع قيمتها في ظل نظم تكنولوجية والتعلم عن بعد. وشدد الخبراء على ما تمثله المدرسة من تلاقٍ مجتمعي، وتدريب التلامذة على التعايش والعمل ضمن فريق. افتتح المؤتمر مدير مكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية حمد الهمامي، وشارك فيه محافظ جنوبسيناء اللواء خالد فودة. وتناول اليوم الأول «إعادة التفكير في التربية والتعليم كهاجس وأولوية اجتماعية»، وأداره الاختصاصي الإقليمي لبرنامج التربية الأساسية في اليونسكو (بيروت) حجازي إدريس، إضافة إلى ال «مستجدات في شأن التقرير العالمي لرصد التعليم لعام 2018، وخطة التعليم في خطة التنمية المستدامة 2030» وقدمتها اختصاصية اليونسكو لبرنامج التعليم يايوي سيجي. كما ناقش المؤتمر نوع التعلم المطلوب في القرن ال21. يذكر أن المؤتمر جزء من خطة عمل تتبعها اليونسكو لإعداد سياسة لهيكلة التعليم، بحيث تصبح مرجعية للبلدان المتجهة إلى تطوير عمليتها التعليمية.