بدأت الحكومة السورية بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي، توزيع مساعدات غذائية على قرى محافظة الحسكة (شرق البلاد) التي تعرضت لموجة جفاف خلال العامين الماضيين، في خطوة للحد من هجرة سكانها إلى المناطق الداخلية. وكانت لجنة وزارية زارت أخيراً، بناء على توجيه من الرئيس بشار الأسد، المحافظات الشرقية وحددت حجم الأضرار ومدى تأثر سكانها بهذه الأزمة، إضافة إلى المساعدات التي تحتاج إليها الأسر المتضررة. وأعلن محافظ الحسكة معذى سلوم، أن «نحو 5200 سلة غذائية وصلت إلى المحافظة وبوشر توزيعها على السكان، على أن تصل 15 ألف سلة أخرى قريباً». ولفت إلى «أن الإجراءات المتخذة تعتمد على المعالجة السريعة للظروف الطارئة وهي مبنية على دراسة ميدانية لواقع القرى والتجمعات السكانية الأكثر فقراً». وتُقدّر المعونة المقدمة لكل أسرة ب6 آلاف ليرة سورية (نحو 120 دولاراً)، وهي عبارة عن سلة غذائية مؤلفة من طحين وبرغل وسمن وزيت وسكر وعدس وشاي. وتشير الأرقام إلى أن موجة الجفاف التي مرت بها مناطق شمال شرقي سورية خلال العامين الماضيين، ساهمت في هجرة ما يزيد على 30 ألف أسرة، قُدّر عدد أفرادها ب 150 ألفاً إلى المدن الداخلية، بعدما تراكمت ديون «المصرف الزراعي» على الفلاحين وارتفعت أسعار المحروقات والأسمدة. وأشار تقرير أعده «المعهد الدولي للتنمية المستدامة»، إلى أن الجفاف «أدى إلى هجرة سكان 160 قرية في شمال شرقي سورية إلى المدن». وتوقع أن تكون هذه المنطقة «أكثر جفافاً ما سيؤثر جدياً في قطاع الزراعة وتدفق المياه». وكانت الحكومة منحت الفلاحين 2500 ليرة سورية (الدولار الأميركي يساوي تقريباً نحو 47 ليرة سورية) عن كل دونم مزروع قطناً، وعن كل محرك مستخدم للري ويعمل على المازوت، إضافة إلى 800 ليرة للدونم الواحد تعويضاً عن ارتفاع أسعار الأسمدة بهدف تشجيع الفلاحين على الزراعة. وتعتزم الحكومة السورية جر مياه نهر دجلة إلى محافظة الحسكة عبر مشروع كلفته نحو بليوني دولار، لمد السكان بالمياه واستصلاح 180 ألف هكتار من الأراضي الزراعية. وقدرت مصادر رسمية إنتاج البلاد من القمح لهذا الموسم بنحو 3.2 مليون طن، نتيجة تحسن الظروف الجوية قياساً إلى الموسم الماضي، إذ انخفض إلى اقل من مليوني طن بسبب الجفاف الحاد.