تشهد السوق العقارية السعودية «غزواً» نسائياً إذ أصبحت نسبة المستثمرات السعوديات في هذه السوق تقدّر بين 10 و15 في المئة، من مجموع المستثمرين، وفق ما قال رئيس الهيئة العقارية عبدالله الأحمري في تصريح إلى «الحياة». فالمستثمرات السعوديات اقتحمن هذا المجال الذي بقي طويلاً «حكراً» على الرجال، مبتعدات بذلك عن استثمارات تقليدية مثل المشاغل النسائية وغيرها، ليتوجهن إلى العمل في مجال العقارات كمستثمرات ومسوقات، باحثات عن قطاع أكثر أماناً. وقال الأحمري: «حجم المستثمرات السعوديات في مجال العقارات كبير، إذ تتراوح نسبتهن بين 10 و15 في المئة، لكن هذه النسبة غير معلنة وغير واضحة للعيان لأن السيدات يملن إلى عدم كشف ما لديهن من مدخرات في المصارف». ورأى أن «هناك كثيراً من الأسباب تجعلهن لا يظهرن تلك المدخرات»، متوقعاً «ظهوراً أكبر للعقاريات السعوديات في المستقبل خصوصاً إذا طُورت الآلية وأصبحت أكثر شفافية ووضوحاً وصراحة». وأضاف: «وجود مستثمرات في السوق العقارية مصدر تفاؤل بتطورها وسيعملن على تطوير عقاراتهن وأراضيهن بإقامة مجمعات سكنية عليها ما يدعم قطاع الإسكان»، مؤكداً أن «تجارة العقارات هي المهنة الأكثر أمناً للسيدات، لأن العقارات غير معرضة للتلف أو للسرقة ولا تحتاج إلى نفقات». وشدد على دور الهيئة العقارية في «تسهيل عمل السيدات في هذا المجال، فالهيئة ترحّب بالجميع نساء ورجالاً»، موضحاً أن «تعاملاتهن تسير في شكل أسرع ولا يقفن في الطوابير لأن لهن الأولوية في كل شيء». وتعزو سيدات أعمال سعوديات أسباب توجههن إلى الاستثمار العقاري الى أن «السوق العقارية أكثر أماناً وتحقق عوائد مادية جيدة». وقالت الخبيرة العقارية ازدهار باتوبارا إن «النساء بطبعهن يحببن العمل الآمن ويخفن من المجازفة، والعقارات أشبه ب «الابن البار» والسوق العقارية أكثر أماناً وربحاً أيضاً». وأكدت انها توجهت الى العمل في السوق العقارية قبل 16 سنة، و «كان حينئذ استثماراً في سوق لم تستثمر فيها المرأة من قبل، وكان الهدف البحث عن التميز». وأشارت باتوبارا الى ان «العمل في قطاع العقارات يصنّف على أنه عمل ذكوري، الأمر الذي كان ولا يزال يشكل عائقاً»، مؤكدة أن «المرأة تثق بالمستثمرة العقارية أكثر من المستثمر العقاري، لأنها أكثر تفهماً لرغباتها الاستثمارية ولوجود مساحة مع الحرية في الحديث معها». وأكدت أن «مستثمرين كثيرين، سواء من النساء ام الرجال، يرون في السوق العقارية السعودية مجالاً خصباً للاستثمار، فهي من أغلى الأسواق في العالم وأكثرها أماناً». وأشارت إلى أن «الأسواق يتحكم بها الاستقرار السياسي والاقتصادي وهذا متوافر في السوق السعودية التي لم تتأثر بالانهيارات الاقتصادية والأحداث السياسية التي تأثرت بها السوق العربية والعالمية». وأوضحت أن «الرهن العقاري الذي تخوف منه الجميع، قام بأكثر من 90 في المئة من مواده على أحكام الشرعية الإسلامية، ما سيجعل من تطبيقه نقلة نوعية للقطاع العقاري والتمويلي في السعودية». وقالت المسوقة العقارية ريهان علي إن «المكسب المادي كان سبب اتجاهها الى هذا المجال، لأن الحصول على راتب إلى جانب عمولة أفضل من العمل براتب فقط»، مؤكدة أن «العقار مربح جداً للسيدات». وأشارت الى أن «هناك صعوبات تواجهها أثناء خروجها إلى الزبون بائعاً كان أم مشترياً». وقال: «النظرة الى المرأة التي تعمل في العقارات سيئة جداً، ما اضطرني إلى العمل في التسويق العقاري عبر الهاتف». وطالبت صاحبة مكتب «سيدة الشمال للعقار» ميساء النعمان المعروفة بأم أنس، ب «الدعم المعنوي لا المادي من قبل الغرفة التجارية في محافظة جدة»، متحدثة عن «عدم وجود دورات للعقاريات اللواتي يحتجن إليها» وأكدت أن «كثيرات من السيدات يعملن في الاستثمار العقاري، في حين أن عدد المسجلات في غرفة جدة لا يتجاوز 20 سيدة»، معتبرة أن ذلك «يؤكد تقبل المجتمع لعملهن في العقارات».