أبدى والدا الشهيد غازي عوض القحطاني (25 عاماً) الذي استشهد إثر المواجهات مع مهربين بقطاع ظهران الجنوب في منطقة عسير الاثنين الماضي، تماسكاً وسلواناً كبيرين، حين أكدا على أنهما لم يحزنا على وفاته، على رغم أنه الأقرب إليهما، كونه بطلاً وحياً يرزق عند ربه، فيما أشار والده إلى أنه كان ينوي تزويجه خلال أيام، إلا أن أجله كان أسرع، وثمّن دور القيادة في تقدير ولده الشهيد. وقال والد الشهيد عوض مسفر القحطاني (65 عاماً) في حديث ل «الحياة»: «ابني الشهيد غازي الأقرب إلى قلبي من بين إخوته الثمانية، ولكني لم أحزن على فراقه، لأنه مات كما الأبطال والشهداء، ما يجعلني أعيش بفخر واعتزاز»، مضيفاً أن الشهيد خريج ثانوية عامة، ومسجل في جامعة الملك فيصل بالانتساب، لأنه كان يطمح لأن يكون مربي أجيال، «لكن تقديره في الدراسة لم يسعفه، ما اضطره إلى التسجيل في قوات حراس الحدود ليساعد والده في مصاريف الأسرة». وأشار إلى أن ابنه اشترى سيارة قبل أقل من شهر، وأنهم كانوا ينوون تزويجه خلال أيام، لكن القدر كان أسرع، وأجله المحتوم كان بالمرصاد، فيما قالت والدة الشهيد غازي: «ولدي لم يمت بل هو حي يرزق ولكن عند ربه، وقبل أن يذهب إلى عمله قبل خمسة عشر يوماً تقريباً أحضر لي هدية لن أنساها أبداً، وستبقى تذكرني به حتى الممات، فولدي لم يمت لم يمت». وكان قائد حرس الحدود في منطقة عسير العميد محيا العتيبي نقل تعازي النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز ونائبه الأمير أحمد بن عبدالعزيز ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز والمدير العام لحرس الحدود اللواء زميم السواط، لأسرة ووالد شهيد الواجب الجندي أول غازي بن عوض القحطاني، فيما وجّه الأمير نايف بن عبدالعزيز بمنح الشهيد وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة، ونوط الشرف، كما تمت ترقيته للرتبة التي تلي رتبته مباشرة، إضافة إلى التوجيه بصرف راتب شهري لوالده ووالدته بمبلغ ثلاثة آلاف ريال لكل منهما، إضافة إلى حصر جميع الديون المستحقة للغير على الشهيد، وصرف مبلغ مليون ريال لتأمين سكن لأسرة الشهيد.