هنّأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي نظيره اللبناني ميشال سليمان، في اتصال هاتفي، على «إجراء الانتخابات النيابية بشكل ديموقراطي وهادئ يعبر عن حضارة الشعب اللبناني، متمنياً ان تكون المرحلة المقبلة بقيادة سليمان مرحلة إصلاح وازدهار»، وفق ما جاء في بيان المكتب الإعلامي في بعبدا. وذكر بيان صدر عن قصر الرئاسة الفرنسي أن ساركوزي أشاد «بالعمل الملحوظ الذي قامت به السلطات اللبنانية وبروح المسؤولية لدى التشكيلات السياسية والشعب اللبنانيين، التي من دونها لما أمكن الانتخابات أن تعقد في ظل ظروف مربكة». وقال البيان إن هذه الانتخابات «تعزز الديموقراطية اللبنانية»، وأن فرنسا «صديقة كل اللبنانيين، تأمل بالإبقاء على أجواء الحوار التي سادت خلال الحملة الانتخابية»، لما فيه «مصلحة الاستقرار ووحدة لبنان بأكمله». وأشار الى أن ساركوزي أكد لسليمان أن فرنسا «الوفية لمبادئها ستبقى الى جانبه وجانب الحكومة في جهودهما لتعزيز الوحدة والاستقلال والسيادة» في لبنان. ومن جانبه أجرى وزير الخارجية برنار كوشنير اتصالاً برئيس الحكومة فؤاد السنيورة ورئيس «تيار المستقبل» سعد الحريري لتهنئتهما. امير قطر وتلقى سليمان اتصالاً هاتفياً من امير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني هنأه على انجاز الانتخابات ونوه بإدارة الرئيس سليمان والحكومة والاجهزة المعنية والمؤسسات على هذا الاستحقاق، واثنى على التدابير التي اتخذت وعلى ممارسة اللبنانيين الديموقراطية والحفاظ عليها. وكان سليمان عبر عن ارتياحه لحصول الانتخابات «بشفافية وروح ديموقراطية عالية في اختبار هو الأهم لمؤسسات الدولة الإدارية والأمنية والقضائية لجهة إجرائها في يوم واحد في لبنان كله، وبصورة نزيهة كما كان متوقعاً». واعتبر «إنجاز الاستحقاق في حد ذاته انتصاراً برهن اللبنانيون في خلاله قدرتهم على المحافظة على نظامهم الديموقراطي في المفاصل والمحطات الأساسية». ودعا سليمان الى «التبصر في المرحلة المقبلة وآفاقها داخلياً وخارجياً والتعاون بين الأفرقاء من أجل إطلاق مسيرة الإصلاح في الداخل والذي شكل عنواناً عريضاً للبرامج الانتخابية للأفرقاء، ومن أجل إبقاء الساحة الداخلية مستقرة»، مبدياً أمله ب«تجاوب الجميع وتعاونهم خصوصاً أن البلاد أمام تحديات سياسية واقتصادية». والتقى سليمان الرئيس السنيورة وهنأه بفوزه بمقعد نيابي في صيدا، وأجريا تقويماً للعملية الانتخابية و«إنجاز هذه الخطوة بنجاح وشفافية وديموقراطية». ورأى السنيورة بعد اللقاء، ان المرحلة التي مر بها لبنان «شديدة الأهمية»، معتبراً أن «اللبنانيين سيذكرونها في تاريخهم بأنهم استطاعوا على رغم كل تلك الأجواء المتشنجة والتهويل والتخويف، تحقيق انتخابات ديموقراطية وتعزيز مؤسساتنا الديموقراطية وتأكيد ان الدولة عندما تصمم على القيام بعمل فإنها قادرة على القيام به». واعتبر أن «هذه التجربة المهمة والفريدة التي تقوم لأول مرة في تاريخ لبنان الحديث تزيل بالمحصلة أوهاماً سادت على مدى فترة حول من يمثل ومن لا يمثل، وهذا عنده الأكثرية الوهمية وغيرها، ولكن في الوقت ذاته أيضاً بناء لقانون أصر البعض عليه ولو كانت فيه هنات ولم يعد يلائم ولكن هذا القانون الذي أقررناه وعملنا من أجله». وشدد على أن «المهم أن منطق الدولة هو الذي يجب أن يسود، وهي قادرة، ويمكن أن تضم جميع اللبنانيين، وأن يكون اختلاف وجهات النظر قائماً على رؤى سياسية مختلفة وليس موضوع تجاذب بين طوائف حول من يكسب هنا أو هناك»، معتبراً أن «ما جرى هو التمهيد لمرحلة جديدة تكون فيها وجهات النظر متفاوتة، لكن كلها تنظر الى مصلحة لبنان ومصلحة عروبة لبنان وسيادة الدولة واستقرارها والتنبه الى جملة من الأمور والمخاطر والتحديات الآتية، تتطلب معالجات معينة بطريقة أو بأخرى». وأضاف: «نحن الآن على أعتاب مرحلة جديدة وعلينا أن نتنبه لها وأن نحاول أن نفهم المتغيرات الآتية أيضاً في بلدنا وفي المنطقة وأن نتحضر لذلك». وأوضح أن مجلس الوزراء سيعقد جلسة الأسبوع المقبل وبعده أيضاً، «لأن الحكومة دستورياً تعتبر مستقيلة عندما يتسلم مجلس النواب الجديد المنتخب بعد انتهاء ولاية المجلس الحالي في 20 حزيران (يونيو)» الجاري. اتصالات وكان سليمان اتصل بوزيري الدفاع الياس المر والداخلية زياد بارود، وهنأهما على التدابير الأمنية واللوجستية والإدارية التي اتخذت و«ساهمت في إنجاز الاستحقاق على النحو الديموقراطي الذي حصل». وكذلك اتصل سليمان بقائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، منوهاً بالتدابير الأمنية التي اتخذت و«حالت دون حصول حوادث أمنية ومعالجة التي حصلت بسرعة، ما أرسى مناخاً أمنياً ساهم في إقبال المواطنين على الاقتراع». وزار السنيورة ضريح الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري. وكان تلقى سلسلة اتصالات هاتفية للتهنئة بفوزه في الانتخابات من الرئيس المصري حسني مبارك، الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وزير خارجية مصر أحمد أبو الغيط، وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو، نائب رئيس الحكومة القطرية وزير النفط عبد الله العطية. وأجرى السنيورة «التزاماً بما أعلنه بعد صدور نتائج الانتخابات في صيدا أنه يمد يده لجميع الأطراف»، اتصالاً هاتفياً بالنائب أسامة سعد، لكنه لم يتمكن من الحديث معه. كما اتصل برئيس بلدية صيدا عبد الرحمن البزري مؤكداً أن «ما جرى في الحملات الانتخابية أصبح خلفنا».