حذر رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر من خطورة المشروع الفارسي، الذي تقوده إيران في المنطقة العربية. وقال خلال لقاء موسع للعلماء والخطباء في العاصمة الموقتة عدن اليوم (السبت)، إن إيران تُغذي الخلافات المذهبية والطائفية من أجل فرض وجودها لطمس الهوية العربية والإسلامية، لافتاً إلى أن الحوثيين أداة إيران في اليمن، ويمارسون الإرهاب في أبشع صوره. وطالب بن دغر المجتمع الدولي بالالتفات بجدية إلى هذا الخطر الكبير وتصنيف ميليشيا الحوثي جماعة إرهابية، وإيران دولة راعية للإرهاب. وشدد، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، على ضرورة أن تنصب كل الجهود الوطنية المخلصة على مواجهة آفات التطرف والإرهاب، باعتبارها خطراً داهماً يهدد أمن البلاد واستقرارها، مشيراً إلى أن استكمال إنهاء الانقلاب ومحاربة الإرهاب هما أولوية قصوى لدى الحكومة الشرعية بدعم صادق وكامل من التحالف العربي بقيادة المملكة. وأكد أن كل من يتوسل العنف ويلجأ إلى الإرهاب مجرم تجب إدانته ومواجهته وملاحقته بكل الوسائل القانونية المتاحة، وأن أول خطوات المواجهة تتجسد في نبذ الفرقة وتوحيد الصفوف على المستوى الرسمي والشعبي، وأهمية الدور المحوري للخطباء والعلماء والدعاة في هذا الجانب. وطالب رئيس الوزراء اليمني من الاجتماع الطارئ المقرر عقده لوزراء الخارجية العرب في جامعة الدول العربية غداً، اتخاذ موقف حازم ورادع في وجه المخطط الإيراني التوسعي في المنطقة، واستمرار دعمها الميليشيا المسلحة في اليمن وسورية ولبنان وغيرها. وتمنى في ختام كلمته للعلماء والخطباء والدعاة التوفيق والنجاح في عملهم واستمرارهم في أداء دورهم التنويري من دون خوف، مؤكداً أن الدولة والحكومة ستقوم في واجبها في حمايتهم، ولن تتخلى عن دعم مشروعهم للوسطية والاعتدال. وكانت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هالي أكدت في بيان لها في السابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري أن السعودية أصدرت في وقت سابق معلومات تتعلق بصاروخ باليستي أطلقه الحوثيون على السعودية في تموز (يوليو) 2017، وتبين المعلومات أن الصاروخ كان من نوع «قيام» الإيراني، وهو نوع من الأسلحة لم يكن موجوداً في اليمن قبل النزاع، ما يشكل انتهاكاً لقراري مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة رقمي 2216 و2231. وأكدت هيلي أن واشنطن تشجع الأممالمتحدة والشركاء الدوليين على اتخاذ الإجراءات اللازمة لإخضاع النظام الإيراني للمساءلة عن هذه الانتهاكات، وذلك بعد إعلان المملكة أنها اعترضت صاروخاً آخر من الحوثيين وجرى إسقاطه في الرياض في الرابع من تشرين الثاني (نوفمبر) الجاري. وأشارت مندوبة أميركا لدى الأممالمتحدة إلى أن النظام الإيراني يتجاهل التزاماته الدولية مرة أخرى، ومن خلال تقديم هذه الأنواع من الأسلحة إلى ميليشيات الحوثيين في اليمن، فإن الحرس الثوري الإيراني ينتهك قرارين للأمم المتحدة في وقت واحد، وأن بلادها تشجع على نشر أية معلومات من شأنها أن تساعد في محاسبة إيران على دعمها للعنف والإرهاب في المنطقة والعالم، مشددة على أن أميركا لن تغض الطرف عن هذه الانتهاكات الخطرة للقانون الدولي من النظام الإيراني. يذكر أن وزراء الخارجية العرب يعقدون اجتماعاً طارئاً غداً، في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية برئاسة وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب، وبناء على طلب من السعودية أيدته كل من الإمارات والبحرين والكويت، لبحث سُبل التصدي للتدخلات الإيرانية في الدول العربية وتقويضها الأمن والسلم العربي، واتخاذ ما يلزم حيال ذلك. ويسبق الاجتماع الوزاري، وفق وكالة الأنباء السعودية (واس)، اجتماع للجنة الرباعية العربية الوزارية المعنية بالتصدي للتدخلات في الشؤون الداخلية العربية التي تضم السعودية ومصر والإمارات والبحرين، وبحضور الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط. فيما يلي اجتماع اللجنة الرباعية العربية اجتماع تشاوري مغلق لوزراء الخارجية العرب ورؤساء الوفود، للتشاور في مشروع القرار المطروح، وتنسيق المواقف العربية تجاه خطة التحرك العربية المقترحة من اللجنة الوزارية، للتصدي للتدخلات الإيرانية.