قرار قضائي يُمهد لإعدام قاتل قس مسيحي

قررت محكمة جنايات القاهرة أمس، إحالة أوراق المتهم بقتل قس مسيحي في ضاحية المرج (شمال العاصمة) إلى المفتي تمهيداً لإعدامه، في وقت أيدت فيه محكمة النقض أحكاماً بالسجن المؤبد والمشدد على عدد من عناصر وقيادات جماعة «الإخوان المسلمين»، المصنفة إرهابية في مصر، في مقدمهم مرشدها العام محمد بديع، في قضية أحداث عنف شهدتها مدينة الإسماعيلية (المطلة على قناة السويس).
وحددت محكمة الجنايات جلسة 15 كانون الثاني (يناير) المقبل للنطق بالحكم في شأن إصدار حكم بإعدام المتهم بقتل القس المسيحي سمعان شحاتة، بعد استطلاع الرأي الشرعي للمفتي، علماً بأنه استشاري وغير ملزم للمحكمة.
وواجهت المحكمة خلال جلسة عقدت أمس، المتهم بأمر الإحالة قبل أن يقر مجدداً بارتكابه الجريمة المسندة إليه، ثم ظل يهذي بعبارات غير مفهومة، فقرر القاضي إخراجه من القاعة، وإيداعه حجز المحكمة لحين انتهاء الجلسة.
وكان النائب العام المستشار نبيل صادق أحال القضية على محكمة الجنايات في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بعدما أسندت النيابة العامة إليه ارتكاب جريمة القتل العمد مع سبق الإصرار. وتضمنت قائمة أدلة الثبوت المرفقة بتحقيقات النيابة الاعترافات التي أدلى بها المتهم خلال التحقيقات، وتحريات أجهزة الأمن وأقوال شهود الإثبات، وتقرير مصلحة الأدلة الجنائية، وتقرير مصلحة الطب الشرعي، وغيرها من الأدلة التي تؤكد جميعها ارتكاب المتهم للجريمة المسندة إليه.
وتعود الواقعة إلى 12 الشهر الماضي، حينما طارد المتهم القس المسيحي في إحدى كنائس بني سويف (جنوب العاصمة) سمعان شحاتة، خلال وجوده في مهمة كنسية في ضاحية المرج حيث طعنه المتهم طعنات عدة بساطور لفظ على إثرها أنفاسه الأخيرة في موقع الحادث قبل أن ينقل إلى المستشفى.
في السياق ذاته، أيدت محكمة النقض (أعلى محكمة جنائية مدنية) الأحكام الصادرة بالسجن المؤبد والمشدد في حق المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع و55 متهماً آخرين من عناصرها، في قضية أحداث العنف التي شهدتها محافظة الإسماعيلية، والتي قُتل فيها 3 مواطنين وأصيب 16 آخرون في أعقاب ثورة 30 حزيران (يونيو)، إذ رفضت المحكمة طعون المتهمين، لتصبح أحكام الإدانة نهائية وباتة.
وشمل حكم النقض 8 متهمين عوقبوا بالسجن المؤبد (25 عاماً) لكل منهم من بينهم بديع، و29 آخرون عوقبوا بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات، و 19 متهماً عوقبوا بالسجن لمدة 3 سنوات.
وكانت محكمة جنايات الإسماعيلية دانت المتهمين في أيار (مايو) 2016 وقضت بسجن بديع و35 آخرين بالمؤبد لمدة 25 عاما، ومعاقبة 9 متهمين بالسجن المشدد لمدة 15 عاما، ومعاقبة 19 آخرين بالسجن لمدة 10 سنوات، ومعاقبة 21 متهماً بالسجن لمدة 3 سنوات، وتبرئة 20 متهما آخرين. وأسندت النيابة إلى المتهمين ارتكابهم جرائم «الإرهاب والقتل العمد والشروع فيه، والبلطجة واستعراض القوة والعنف، ومحاولة احتلال مبنى حكومي باستخدام القوة، وتخريب الممتلكات العامة وإتلاف ممتلكات المواطنين عمداً، والترويج لأغراض جماعة إرهابية، وحيازة الأسلحة النارية وأدوات مما تستخدم في التعدي على المواطنين».
في غضون ذلك، بحث رئيس مجلس القضاء الأعلى ورئيس محكمة النقض المستشار مجدي أبوالعلا مع وفد فرنسي قضائي رفيع، سبل تعزيز التعاون القضائي المصري- الفرنسي في شأن مكافحة الإرهاب، مؤكداً أهمية الدور الذي تضطلع به محكمة النقض في الفصل في قضايا الإرهاب التي تهدد سلامة الوطن بالداخل.
وكان أبو العلا استقبل أمس، الوفد الفرنسي برئاسة النائب العام لدى محكمة استئناف باريس القاضية كاثرين شورينو. وتضمن اللقاء، وفق بيان رسمي، بحث تعزيز أوجه التعاون المشترك بين مصر وفرنسا في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. واستعرض رئيس مجلس القضاء الأعلى الخطوات التي اتخذتها مصر في شأن مكافحة الإرهاب والتصدي له، وعرض الوفد الفرنسي للتدابير الاحترازية التي اتخذتها فرنسا في مجال التصدي لجرائم الإرهاب، وأوجه التعاون بين البلدين في شأن مكافحتها.