بعد انحسار مساحات سيطرة «داعش» في وسط سورية وشرقها باتت الحكومة السورية تبسط سلطتها على أكثر من 53 في المئة من الأراضي السورية. فيما تراجع وجود المعارضة السورية تقريباً بعد ان فقدت العديد من معاقلها. وتتركز مختلف فصائلها حالياً في محافظة ادلب شمال غربي سورية المحاذية لتركيا. وبعد تقدم كبير في 2014 وسيطرته على مناطق واسعة من سورية والعراق، يشهد «داعش» انهيار «خلافته» في البلدين حيث فقد تقريباً كل المدن التي كان سيطر عليها. وكان التنظيم المتطرف سيطر عام 2014 على نحو نصف سورية وثلث العراق وأعلن «الخلافة» على الأراضي التي احتلها، لكنه فقد اليوم 97 في المئة من تلك الأراضي. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس بأن التحولات المتسارعة على الأرض غيّرت من خريطة سيطرة القوى الأساسية على ساحة المعركة. وأشارت إلى أن القوات النظامية التي كانت تسيطر في أواخر عام 2015، على نحو 22 في المئة فقط من مساحة سورية الكاملة، باتت اليوم القوة المسيطرة على أكبر مساحة، حيث تستحوذ على أكثر من 53 في المئة من المساحة الجغرافية لسورية. وتسيطر القوات النظامية على محافظتي طرطوس والسويداء في شكل كامل، وفي شكل شبه كامل على محافظة اللاذقية، وأجزاء كبيرة من محافظاتدمشق وريف دمشق وحلب وحماة وحمص، وأجزاء من محافظتي درعا والقنيطرة. فيما ينعدم وجودها في محافظة إدلب باستثناء بلدتي كفريا والفوعة, ويقتصر وجودها في محافظة الحسكة على مواقع عدة داخل مدينتي الحسكة والقامشلي ومحيطها، إضافةً إلى سيطرتها على مدينة دير الزور وكامل الضفة الغربية لنهر الفرات. ويشير «المرصد» إلى أن «داعش» الذي كان يسيطر منتصف عام 2015 على أكثر من نصف مساحة سورية بنسبة تتجاوز 50 في المئة، لا يسيطر اليوم على أكثر من 6 في المئة من مساحة الأراضي السورية. ويوضح أن «داعش» «يسيطر حالياً على مدينة واحدة هي البوكمال، وعلى قرى وبلدات قليلة في ريف دير الزور، والحسكة، والبادية في ريف حمص الشرقي، إضافة إلى أقل من 1 في المئة من المناطق المأهولة، داخل سورية. وحافظت «قوات سورية الديموقراطية» على المرتبة الثانية، حيث باتت تسيطر على نحو 27 في المئة من مساحة سورية، ممتدةً من الحدود السورية- التركية إلى ريف منبج الغربي، مروراً بالرقة وأجزاء واسعة من أرياف دير الزور الشمالية الغربية والشمالية والشرقية. كما تشمل سيطرتها أحياء من مدينة حلب ومنطقة عفرين وقرى ممتدة من دير جمال إلى منطقة الشعالة في ريف حلب الشمالي الشرقي. ويشير «المرصد» إلى أن «الفصائل الإسلامية» و «هيئة تحرير الشام»، و «الحزب الإسلامي التركستاني»، وفصائل أخرى في المعارضة بلغت سيطرتها حوالى 14 في المئة من مساحة سورية. ومع قرب القضاء على «داعش»، لا يزال يتعين التوصل إلى حل سياسي للنزاع الذي أوقع أكثر من 300 ألف قتيل وملايين اللاجئين والنازحين. ومنذ 2011 فشلت كل المبادرات الرامية إلى التوصل إلى إنهاء الحرب في سورية خصوصاً بسبب الخلاف حول مصير الرئيس السوري بشار الأسد. ولرسم ملامح حل دائم للنزاع تم إرساء الكثير من «مناطق خفض التصعيد» عبر سورية إثر مفاوضات بين رعاة دوليين لأطراف النزاع.