انتظم ممثلون عن دول البحر الأحمر وخليج عدن وممثلون من دول مجلس التعاون في ورشة عمل إقليمية مشتركة في مجال التربية والتعليم البيئي، افتتحها الأمين العام للهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن البروفيسور زياد بن حمزة أبو غرارة أمس في جدة.وقال أبوغرارة: «إن هذه الورشة تأتي في إطار تعاون مشترك بين الهيئة وأمانة مجلس التعاون بهدف تدريب وتنمية قدرات المشاركين من الاختصاصيين في مجالات التعليم، والإدارة البيئية، وتطوير وتطبيق برامج التعليم البيئي، وبذلك تسهم في بناء القدرات الوطنية لدى الدول الأعضاء، ما يدعم تنفيذ الخطط الوطنية في مجال التوعية البيئية، ضمن متطلبات بنود اتفاقية جدة وخطة العمل الملحقة بها». وأضاف أبو غرارة «إن الاهتمام بالوعي البيئي عنصر أساسي في برامج الصون والحماية للمناطق الساحلية والبحرية، كما أن هناك فوائد أخرى لذلك مثل: تحفيز مشاركة المجتمعات المحلية بفاعلية في تنفيذ برامج الحماية والمحافظة، وعلى رغم الكلفةالكبيرة لبرامج التوعية فإن كثيراً من الدول تنفذ برامج طموحة في هذا المضمار، وأثبتت هذه البرامج فعاليتها في إزالة الآثار السلبية البيئية، وتفعيل الدور الجماهيري في استدامة الإدارة البيئية السليمة». وتابع: «من الواضح أن معظم المشكلات البيئية تنشأ عموماً من ضعف الوعي البيئي بين الأفراد والجهات ذات المصلحة، أو حتى المسؤولين الحكوميين، ومن هنا يبرز الدور المهم للعاملين في الحقل التعليمي في تبني وإدراج الثقافة البيئية في مناهج التعليم. ومن هذا المنطق فإن الهيئة تسعى من خلال الإطار العام لبرامجها وأنشطتها إلى إدراج البيئة في القطاعات والأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، ويتمثل توجه الهيئة عموماً إلى تنمية القدرات في الدول الأعضاء، ويشمل ذلك تقوية القدرات في مجال التعليم البيئي، ونشر الوعي بين مختلف فئات المجتمع، ما يسهم ويدعم تنفيذ برامج الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية في تلك الدول». وأكد أن هذه الورشة ستعمل على تطوير مفهوم التربية البيئية واستعراض أهم الأنشطة البيئية والتطبيقات العملية اللاصفية وكيفية إعدادها، إضافة إلى عرض بعض أساليب التعليم والتعلم الحديثة في مجال التربية البيئية، مع النظر في عرض جانب أساسي آخر هو التربية البيئية في مجال المناهج المدرسية وأثر ذلك على سلوك الطلبة وممارساتهم تجاه البيئة. وقال: «لن يغيب عن توجهات الورشة الحديث عن التكامل بين التربية البيئية والتعليم من أجل التنمية المستدامة مع التركيز على مفهوم المدرسة المستدامة وأهمية ترسيخ ذلك ضمن سلم أولويات أي نظام تربوي، مع طرح قضية تدريب المعلمين حول التعليم من أجل التنمية المستدامة». يشار إلى أن الورشة ستستمر ثلاثة أيام، ويحاضر فيها عدد من خبراء التربية والتعليم في العالم العربي، وستشهد في ختامها توصيات تهدف إلى تفعيل دور التربية البيئية في دول مجلس التعاون ودول البحر الأحمر، والاستفادة من تجربة الهيئة الإقليمية في هذا الجانب، كونها انتجت برنامجاً ضخماً في مجال التربية البيئية تم توزيعه على دول الإقليم بمشاركة الأممالمتحدة، وإصدار ماتسمى بالحقيبة البيئية وهي الأولى من نوعها في دول المنطقة احتوت على العديد من المفاهيم والإدلاء الخاصة بالمعلم، والنشاط اللاصفي، والأفلام التوعوية والإرشادية.