يبقى موضوع مدير المركز الإعلامي داخل الأندية متناقضاً في مضمونه العام والدور الواجب القيام به من اجل تنفيذ السياسة التطويرية، ومدير المركز الإعلامي يجب ألا يسلّ سيفه تجاه الآخرين، وعليه أن يتابع المتغيرات بشكل مستمر، وأن يقوم بما يجب عليه من دراسات تخدم ناديه والحركة الرياضية بشكل عام وعليه مراقبة ومتابعة احتياجات النادي إعلامياً تجاه الرأي العام، كما ان من واجباته تقديم تقارير ودراسات للإدارة حول كل ما يتعلق بالعمل الإعلامي داخل النادي، وبخاصة في مجال الاتصالات والحلول المطلوبة لحل مشكلاتها، كما يتوجب على مدير المركز الإعلامي بأن يلاحظ ويحلل ما يحدث من تحولات داخلية، على مستوى العاملين داخل النادي وكذلك المحيطين به من الخارج. وعليه أن ينبه إلى أي انحراف أو تذبذب سلبي يستوجب التصحيح، وأن يقوم تبعاً لذلك بالحملات الإعلامية والاتصالات التي تعيد الأمور إلى نصابها، هذا إلى جانب إحاطة الجماهير بما يجب أن يعلموه. ومدير المركز الإعلامي ليس شرطاً ان يكون متعصباً لناديه وعلى طريقة (ما انا إلا من غزيه)، إذ لا بد من أن يكون قادراً على التعامل الإداري في المقام الأول، أي أنه يملك القدرة على إدارة عمله المناط به، وتحديد الأهداف ذات القابلية على وضع الأهداف وتبويب أولوياتها بحسب درجة أهميتها، ورسم الخطط الناجحة والكفيلة بتحقيق أهداف العمل الإعلامي داخل النادي، فمدير المركز الإعلامي اذا لم يكن لديه القدرة على دراسة الرأي العام وتحليله وتحديد وسائل الاتصال مع الآخرين بشكل صحيح، واختيار التوقيت المناسب لتنفيذ العمليات. والقابلية على استخدام أفضل السبل لاستثمار القوى البشرية، والإمكانات المادية المتاحة، فهو لا يمكن ان يكون مديراً للمركز الإعلامي، وما يحدث الآن في بعض الأندية ان مدير المركز الإعلامي يقوم بدور رئيس رابطة المشجعين وفي قفز غير مبرر على اختصاصات غيره. وغالبية مديري المراكز الإعلامية في الأندية هم من العاملين في الصحافة الرياضية التي كانت لهم علاقات وثيقة بالنادي من خلال المتابعة والزيارات المتتالية، وهو ما انعكس على كتاباتهم في الدفاع عن النادي والتعرض للمنافس، وهو ما جعله مؤهلاً ليكون مديرا للمركز الإعلامي في النادي، لأنه بكل بساطة محب ومتعصب حتى النخاع حتى ولو من خلال الأمور التافهة التي يخجل البعض من الحديث عنها، فقط تابعوا من نقصد من خلال الفضائيات ومن خلال الصحافة يتقمصون أدواراً لا تليق بالعمل الإعلامي على الإطلاق، من منهم من يمتلك المهارات اللازمة لتحقيق أكبر قدر من القبول والتعاون داخل الوسط الرياضي وباستطاعته إقامة جسور من التعاون والتواصل مع الآخرين والمنافسين وتكوين علاقات شراكة مع البعض بما يخدم أهداف النادي ويحقق لها أوسع مدى للانتشار للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الجماهير والمؤسسات ذات العلاقة، ان بعض مديري المراكز الإعلامية في الأندية يمتلكون القدرة في رفع الصوت في محاولة ان ناديه هو البطل وان الحكام يستقصدونهم وان هدف الفريق المنافس قد جاء من تسلل فاضح وان هذا الفريق الذي ينتمي إليه هذا المدير يتعرض لحملة شرسة من اللجان الذين كل أعضائها يشجعون ويناصرون الفريق المنافس، هل سبق لأحدنا ان رصد عملاً إعلامياً احترافياً من هؤلاء داخل النادي؟ لذلك سيبقى المركز الإعلامي في بعض الأندية مرتعاً للمشجعين المتعصبين، والبركة بالطبع في رئيس النادي الذي ارتاح من المدخلات والتعقيبات فأوكلها الى من يجيدها. [email protected]